“إن التأويل العرفاني للقرآن هو تضمين وليس استنباطا ولا كشفا ولا إلهاما ، تضمين ألفاظ القرآن أفكارا مستقاة من الموروث العرفاني القديم السابق على الإسلام . ودون أن ندعي أننا قمنا بإحصاء شامل فإنا بإمكاننا أن نقرر بناء على ما تكون لدينا من خبرة من خلال التعامل مع النص القرآني والنصوص العرفانية ، الصوفية والشيعية والفلسفية الباطنية ، بإمكاننا أن نقرر بأنه ما من فكرة عرفانية يدعي العرفانيون الإسلاميون بأنهم حصلوا عليها عن طريق الكشف سواء بواسطة المجاهدات والرياضات أو بواسطة قراءة القرآن ، إلا ونجد لها أصلا مباشرا أو غير مباشر في الموروث العرفاني السابق على الإسلام . هنا يصدق المثل القائل ( لا جديد تحت الشمس ) مائة في المائة”
“وينبغي لمن يريد فهم القرآن أو تفسيره: أن يتجرد من اعتقاداته وأفكاره السابقة. ولا يفرض نفسه على القرآن، يقسره قسرا على آرائه وأهوائه، ويوجهه لتأييد ما نشأ عليه من معتقد، أو ما تبناه من فكر، أو ما اتبعه من مذهب.”
“كثيرون ـ من العلمانيين.. ومن غير المسلمين ـ يعترضون على النص في دساتير الدول الإسلامية على أن دين الدولة هو الإسلام.. بينما لا يعترض أحد من هؤلاء على النص في دساتير كثير من الدول المسيحية على الهوية المسيحية للدولة ـ مع أن المسيحية تدع ما لقيصر لقيصر، وتقف عند هداية الخطاة ومملكة السماء ـ على عكس الإسلام الذي هو دين ودولة.. وقيم وسياسة وسماء وأرض.. ومنهاج شامل لكل ميادين الدنيا والآخرة ـ !”
“الكشف العرفاني ليس شيئا فوق العقل ، كما يدعي العرفانيون ، بل هو أدنى درجات الفعالية العقلية”
“الشعب _شأنه تماما كشأن الفرد _ إذا تقبل الإسلام يصبح غير قادر على الحياة أو الموت في سبيل أي فكرة أخرى سوى الإسلام. ولا يفكر مسلم حقيقي أن يضحي بنفسه من أجل ملك أو حاكم مهما عظم قدره , ولا من أجل مجد دولة أو حزب ؛ لأن أعمق غرائزه الإسلامية تستشعر في هذه التضحية نوعا من الوثنية”
“وسيكون من الصعب على الإسلاميين الارتفاع إلى مستوى تمثيل جماعاتهم الوطنية إن نظروا إلى أنفسهم بوصفهم طائفة مميزة عن بقية الشعب. التيار الإسلامي هو تيار سياسي يأخذ من التصور والتجربة الإسلامية مرجعا. ولكن الخطاب الإسلامي لا يعطي الإسلاميين قداسة ولا يجعلهم بالضرورة جماعة مختارة. كقوى سياسية، يصيب الإسلاميون ويخطئون، سواء كانوا في الحكم أو في المعارضة، ووحده الشعب هو من يملك الحق في الحكم على مصداقية الوعود والبرامج. إن ادعى الإسلاميون أن المرجعية الإسلامية توفر حصانة ما لهم، فسينتهون إلى بناء استبداد جديد، لا يمزق الشعوب والمجتمعات فحسب، بل يمزق القوى السياسية الإسلامية كذلك.”