“و صعد كل التعب الذي كان يحسّه فجأة الى رأسه و أخذ يطن فيه حتى أنه أحتواه بين كفيه و بدأ يشد شعره ليزيح الفكرة و لكنها كانت ما تزال هناك كبيرة.. داوية ..ضخمة لا تتزعزع و لا تتوارى”
“الكلماتُ كُلُّها عُلِكَت من قِبلَ أناس آخرين ولكن وقعَ يدكِ على جبيني كان دائما ولادةً لشيئ ما رائع و متوهج مثل ومضة لهب ، كان دائما شيئا خاصا و شخصيا و لا يعوض”
“إن الصمت لا يكون بلا صوت و إلا لما كان و لما صار بالوسع أن يحس على هذه الصورة الفريدة، المفعمة بالغربة و الوحشة و المجهول .”
“- ان هذا "الاحتقار" للنثر يدفع ببعض كتابنا الى صنع طائرة شراعية يسمونها "قصيدة". كأن المشكلة تكمن في التسمية, و انا شخصيا لا اعرف لماذا لا يكون النثر احيانا و غالبنا اروع من الشعر, و هل من الضروري ان يقطع الكاتب سطوره الى انصاف ثم يطلع عليها اسم الشعر ؟ و هل تستطيع التسمية ان تعطي الشعر صفة النثر او النثر صفة الشعر؟ اذا كان الامر كذلك فكيف استحق ماركس و انغلز كل ذلك المجد مع ان "البيان الشيوعي" ليس قصيدة؟”
“قد نختلف الى حد تبادل اللكمات في تعريف الحضارة, و لكنني لن اتنازل اطلاقا عن الاعتقاد الغريب الذي صار يشبه الايمان عندي, وهو ان "الاعلانات المبوبة" في صحيفة من الصحف, هي "البارومتر" الذي يقيس عملية دخول شعب من الشعوب الى الحضارة , او خروجه منها, او برطعته فيها. و انت اذا امسكت اي جريدة او مجلة, و قرأت باب الاعلانات المبوبة , فلا شك انك تستطيع تكوين فكرة طيبة عمّا يحدث في البلد, و حركة المجتمع و الاقتصاد , و حتى - في الواقع- الرغبات”
“أليس الانسان هو ما يحقن فيه ساعة وراء ساعة و يوما وراء يوم و سنة وراء سنة ؟”
“كان ذلك زمن الاشتباك . أقول هذا لأنك لا تعرف: إن العالم وقتئذ يقلب على رأسه، لا أحد يطالبه بالفضيلة. سيبدو مضحكًا من يفعل.. أن تعيش كيفما كان و بأية وسيلة هو انتصار مرموق للفضيلة. حسنًا حين يموت المرء تموت الفضيلة أيضًا. أليس كذلك؟ إذن دعنا نتفق بأنه في زمن الاشتباك يكون من مهمتك أن تحقق الفضيلة الأولى، أي أن تحتفظ بنفسك حيًا. و فيما عدا ذلك يأتي ثانيًا. و لأنك في اشتباك مستمر فإنه لا يوجد ثانيًا: أنت دائمًا لا تنتهي من أولًا.”