“والاستلاب الاقتصادي هو والاستلاب الجنسي من موضوعات الساعة في حركة تحرير المرأة. الأمر هنا واضح لا يحتاج إلى تدليل مطول لتأكيده. ولكن هناك استلاباً أخطر، من الاثنين السابقين، وهو الاستلاب العقائدي. ونعني به أن تتبنى المرأة عقيدة استعبادها معتبرة ذلك جزء من طبيعتهاالأنثوية. وهذا التبنّي مسئول إلى حد كبير عن تأخير تحرر المرأة.”
“لم يدع أصحاب تحرير المرأة لا إلى الإبتذال ولا إلى الحرية الجنسية ، ولكن التيار المحافظ وقع تحت ضغط الخوف على مركز الرجل من تحرير المرأة ، فهو يريد أن تظل المرأة خاضعة لسيطرة الرجل بدعوى القوامة التي قد تصل إلى حد الاستبداد الشديد بالمرأة ووصم دعاة المحافظة التيار الليبرالي الذي يدعو إلى تحرير المرأة أنه يدعو إلى الإباحية والابتذال من خلال دعوته إلى تحرير المرأة وذلك حتى يحاصر حركة تحرير المرأة”
“والمثل الأفصح على ذلك هو المرأة التي يقع عليها عادة الغرم الأكبر ويفرض على كيانها القسط الأوفر من الاستلاب من خلال ما تتعرض له من تسلط وما يفرض عليها من رضوخ وتبعية وإنكار لوجودها وإنسانيتها وهذه المرأة المستلبة اقتصادياً وجنسياً في البلدان النامية تعاني من استلاب أخطر بكثير وهو "الاستلاب العقائدي" ويقصد بهِ تبني المرأة لقيم سلوكية ونظرة على الوجود تتمشى مع القهر الذي فرض عليها وتبرره جاعلة منه جزءاً من طبيعة المرأة .وبذلك هي تقاوم تحررها وترسخ البني التسلطية المتخلفة التي فرضت عليها . وأكثر من هذا من تعممها على الآخرين من خلال نقلها إلى أولادها تنقلها إلى البنات منهم حين تفرض عليهن عملية تشريط من أجل الرضوخ للرجل "الأب والأخ والزوج" وتفرضها على الصبيان من خلال غرس النظرة الرضوخيه للسلطة,والتبعية لسيادة القلة ذات الحظوة”
“والاستلاب العقائدي هو في النهاية أن تقتنع المرأة في أعماقها أن من واجبها الطاعة للزوج وللأب قبله، وأن لها عليهما حق الستر والحماية والإعالة، وأن طبيعتها تتلخص في جسد يلبس، وقوام يجذب ورحم ينجب، ولسان يشكو ويتطلب ويكذب، وأيد تطهو وتغسل وتمسح.”
“الاستلاب العقائدي، هو أن توقن المرأة أنها كائن قاصر، جاهل، ثرثار، عاطفي، لا يستطيع مجابهة أي وضعية بشيء من الجدية والمسؤولية، وبالتالي لا تستطيع الاستقلال وبناء كيان ذاتي لها.”
“نحن في حاجة إلى أن نكتشف المرأة المسلمة من جديد, وحين نفعل ذلك, فإننا سندرك أن الخسارة التي تكبدتها الأمة بسبب عزل المرأة عن تيار الحياة العامة كانت فادحة!”