“مع ذلك، ورغم ذلك، يظل وجودنا في هذه الحياة علي تكاثر ألامها وتضاؤل وابتعاد أصغر الأماني فيها..يظل جديرا ببعض الفرح.. علي الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم من جديد”
“أنظر فى عينيه مباشرة بإحساس يتصاعد بالشفقة إلى حد الابتسام , فيبادلنى الابتسام الشفوق , و ما يلبث ابتسامنا المتبادل حتى يأخذ شكل برهة من الرضا , هذا الرضا الذى يسرُّ أن :- مع ذلك , ورغم ذلك , يظل وجودنا فى هذه الحياة على تكاثر آلامها و تضاؤل و ابتعاد أصغر الأمانى فيها .. يظل جديراً ببعض الفرح .. على الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم جديد .. أليس كذلك ؟أليس كذلك ؟ أسأله بإيماءة مبتسمة فيجيب علىَّ مبتسماً بمثلها , ثم أكرر سؤالى بصوت مسموع و أنا أستدير متأهباً للخروج , لكن إجابته لا تأتينى . فيبدو لى وكأنه تبخر مع سريان تيار الهواء الصباحى الذى اكتسح الغرفة آتياً من النافذة المفتوحة إلى الباب المفتوح .و أفكر فى أنه اختفى أيضاً من صفحة المرآة التى استدرت للتو عنها”
“تحس بدبيب فرح مرهف وسط نسائم المساء المبتردة الشفيفة ,إذن يظل هناك مكان للروح يظل هناك كل هذا التزاحم على الجميل في مواجهة المبتذل ,على الأعلى صعودا عن الأدنى..إذن يبقى شئ .تقول في نفسك ذلك وتفرح بسحر الفن الذي شرّد أقدامك وجعلك تمتلك قلبك ”
“قفلة الكاتبأوThe writer block تلك الحالة التي يفقد فيها الكاتب قدرته علي الكتابة والرغبة فيها . يغدو الوجود لديها بلا معني . ويكون ضعيفا أضعف ما يكون .ويصير انزواؤه فيما يشبه الصندوق المحكم نوعا من الكُمُون الواقي . يتحاشي مواجهة العالم بمثل هذه الدرجة المبرحه من الضعف ويأمل أن تعود روحه إلي انتفاضها في مثل هذه السكينة والهدأة .”
“نشدان الحياة في بيئة جميلة ولو لأيام.. ألا يصلح ذلك تعريفا للسياحة؟”
“عند نقطة البداية، في اليوم الأخير من أيام استطلاعنا، توقفتُ حائرا، ورائي بوابة الهند وأمامي فندق تاج محل. وأظن أنها الحيرة التي تنتاب كل من يريد الكتابة عن الهند أو جزء منها، أو حتى جزء من الجزء. فمشكلة الكتابة عن الهند تكمن في غناها الفاحش بما يُدهش ويكون جديرا بالكتابة، فكل خطوة في الهند عالم من المُدهشات، وكل لحظة أعجوبة، والرغبة في الكتابة عن كل شيء يمكن أن تجعلك لا تكتب شيئا.”
“يا بني .. الآباء لا يفكرون فيما يمنحون من ذواتهم للأبناء ، لأنها غريزة ذلك الحب الذي ليس مثله في دنيا البشر حب . وهناك أشياء كثيرة في الحياة تمنحنا من ذاتها دونما تفكير أيضًا . تهبنا من أعمارها لنكمل أعمارنا . السحب والأرض والشجر والحيوان والطير والأنهار والبحار والشمس . فلتمنحها حبك ولا تجحد عواطفها ، فهي عواطف عالية وإن تكن بكماء يا حبيب قلبي .”