“لم يكن فرحي بمترو الأنفاق أقل من فرح غيري , وإن كان قد أعتراني بعض الشكوك حول إدخال تلك البوابات الأتوماتيكية الحديثة التى تلتقط التذاكر الممغنطة, وتصورت امرأة ريفية ممتلئة الجسم تحاول الخروج وهى تحمل قفصاً على رأسها وطفلاً رضيعاً على ذراعها و تحاول في نفس الوقت البحث عن التذكرة الممغنظة في جيب جلبابها الداخلي حتى لا تتعرض للغرامة الفظيعة . ولكني لم أحاول الأسترسال في تصور مثل هذا الموقف , وقلت لنفسي إن المصريين لديهم الوسائل التي يتحايلون بها على تعنت الدولة , وأن المرأة لابد لها أن تخرج في النهاية بدون غرامة , إذ ليست هناك قوة تستطيع أن تستخرج منها عشرة جنيهات لا تملكها ابتداء.”