“ليتها ما كانت بهذا القدرمن الطيبة والسذاجة والإخلاص ،والعفوية والصدق ..فما كانت تُجهد نفسها في عمق التفكيروما كانت تنتقم من نفسها حين تُخطئوما كانت تُعاقب نفسها عندما تغضبوما كانت تجلد نفسها عندما تجرحهم دون قصدوما كانت تنفجر بُكاءاً لفراقهمليتها ما كانت بهذا الكم ..من تأنيب الضمير ونقاء المشاعر .”
“-حتى هي نفسها يؤذيها تميّزها. ولو أنها كانت عادية لربما كانت آلامها أقل.- صحيح، البسيطات عادةً لا يحزنّ كثيرًا. سطحية التفكير كثيرًا ما تتعارض مع عمق الهموم.”
“تحت دقات و أجراس الساعة, التي كانت تحسب الإيقاع الذي كان, تحت قانونها الوقتي, يتطور مسلسلا مظلما من معاني الاستمرار و من هدف غير متوقع. حبكة ما كانت تخص وجودها و التي كانت تبدو أنها تنظم نفسها من وراء ظهرها. لم يكن من خلف ظهرها تماما, و إنما في الجزء الأكثر ظلمة في حياتها.”
“كانت الأجيال في دمنهور متقاربة. كنا كلنا نسمع الأغاني نفسها تقريبا، ونلبس الملابس نفسها، ونتحرك في الحيز نفسه، ونشارك في المناسبات نفسها، إذ كانت هناك مجموعة من القيم الأخلاقية والمعرفية والجمالية نؤمن بها جميعا، لا فرق في ذلك بين الغني والفقير أو بين الكبير والصغير. لم يكن هناك رداء شبابي أو أغاني شبابية أو أماكن يرتادها الشباب وحدهم، فكل الأجيال كانت متقاربة.ويقف هذا على طرف النقيض مما يحدث الآن، فالفجوة بين الأجيال آخذة في الاتساع، والصراع بينها يزداد حدة، ولم تعد أحلام الكبار تشبه أحلام الشباب، ولم تعد الأحزان هي نفس الأحزان.”
“أتعجب .. عندما أتذكر أشياءً كثيرة كانت تشغلني في الماضي ..ولم تعُد تستهويني بالمرة ..فلماذا إذن كانت تشغلني ..؟!”
“كانت تقول فى نفسها , كل دقيقة , انها ليست ضحية القدر بل هى تجازف وتتخطى نفسها , وتعيش أحداثا ستتذكرها غدا فى صمت قلبها , حين تلوح أيام الشيخوخة الرمادية . ستتذكرها بحنين جارف مهما يبد الأمر منافيا للمعقول”