“في لحظاتِ المصير،ليسَ ثمَّةَ خَيار،فإمّا الأمن والاستقرار/وإمّا الخوف والمطارَدَة والغُربة،لكنّهُ امنٌ يخفي وراءه الخزي والذلّة/وتغرُّب يمنحُ الإنسان المُؤمن أعزُّ ما يطمحُ إليه:التوحُّد..”
“من هنا وهناك،وعبر هذا الشّارع،وذلكَ الزُّقاق كان النّاسُ يتدفّقُون،ليسَ ثمّة فقيرٍ أو غنيّ هاهنا،ليسَ ثمَّةَ كبيرٍ او صغير..إنَّهُم يتوحَّدُون اللحظة/ينصَهرُون/يتجاوزُونَ عالمهَم الذَّاتيَّ المحدُود،لكَيْ يَضعُوا وُجودَهُم على صَعيدٍ وَاحِد أمامَ الله/والتّاريخ/والضّمِيرْ..”
“لقد علّمها هاشم عبد السّلام قبل يومٍ واحد أنهَا ليسَت بأقلّ من الرّجل،وأنّهُ ليسَ بالخُبزِ ولا بالحُب وحدهُ يحيَا الإنسَان..”
“ليس بمقدور المرء أن يصدر حكماً على علاقة يمسك بها طرف واحد،أما جانبها الآخرُ فيظلُّ سائباً..ذلك انّ سَلمَى من جهتها لم تشعُر به أغلب الظن-ولعلّها شعرت-ولكنّها ليسَ ذلك الشّعور المتفرّد الذي يناديها ويلح عليها:إنهُ هُو!”
“الناس يتعاملون مع الآخرين من الخارج، و يفهمونهم من الخارج .. وينشئون معهم العلائق والصلات من الخارج أيضاً .. أما مايحدث في الداخل، حيث يتشكل الإنسان، فلا تمتد إليه عين .. من منّا حاول أن يجتاز الجدار المنظور إلى هناك، لكي يعاين عملية التشكُّل تلك؟”
“ولا أعتقد أن مثقفاً جاداً يحترم الإنسان يمكن ان يبرر الطغيان،أو يسمح لنفسه أن يغدو أداة لحمايته..”
“التوغل إلى الأعماق، لن يكون سهلاً لكل من يريد، إنه هبة الذين تمرنوا طويلاً على الغوص، وتعرّضوا للموت كثيراً في الأعماق، هؤلاء هم الذين يستطيعون أن يقصّوا علينا تجارب الآخرين .. مايحدث هناك فعلاً، لا ما يتخيّلونه هم ..”