“حيّا وسلّم ثم صافح تاركاً .. يده على الكبد التي أدماهاوأتى لعتذر الغزال فلجلجت .. كلمات فيه ، ففي فمي أخفاهاودنا ليغترف الهوى ، فتهالكت .. أسراره فرمت به فرماهاقلب الحبيب متى تكلم لم تجد .. كلماً ولكن أذرعاً وشفاها !”
“حيا وسلم ثم صافح تاركايده على الكبد التي أدماهاوأتى ليعتذر الغزال ، ولجلجتكلمات فيه ، ففي فمي أخفاهاودنا ليغترف الهوى فتهالكتأسراره ، فرمت به فرماهاقلب الحبيب متى تكلم لم تجدكلما ، ولكن اذرعا وشفاها...”
“لم يحجب خفوت ضوء الغسق عن سليمة وجه سعد.. لم تفهم اختلاجه ولا اجتماع الصفاء والكدر على صفحته المرتعشة بحزن عميق أحسته وإن لم تحط به. ولما رأت تلك الدمعة التي انحدرت من طرف العين خلسة مدت يدها إلى يده وأمسكت بها”
“لم لا تبكين وتستريحين ؟لعلك فقد القدرة على البكاء ؟ انا اعرف اني فقدتها من زمن ولكن متى ضاعت مني ؟”
“النفس مجبولة على حب الهوى فافتقرت بذلك إلى المجاهدة والمخالفة، ومتى لم تُزجر عن الهوى هجم عليها الفكر في طلب ما شُغِفت به ، فاستأنست بالآراء الفاسدة، والأطماع الكاذبة، والأماني العجيبة ..”
“ما الفراق إلا أن تشعر الأرواح المفارقة أحبتها بمس الفناء لأن أرواحاً أخرى فارقتها؛ ففي الموت يُمسُّ وجودنا ليتحطِّم، وفي الفراق يُمسُّ ليلتوي؛ وكأن الذي يقبض الروح في كفه حين موتها هو الذي يلمسها عند الفراق بأطراف أصابعه! وإن الحبيب وجود حبيبه لأن فيه عواطفه، فعند الفراق تُنتزع قطعةٌ من وجودنا فنرجع باكين، ونجلسُ في كل مكانٍ محزونين، كأن في القلوب معنىً من المناحة على معنًى من الموت! وكلُّ ما فيه الحب فهو وحده الحياة ولو كان صغيراً لا خَطَر له، ولو كان خسيساً لا قيمة له، كأن الحبيب يتَّخذ في وجودنا صورةً معنويةً من القلب! والقلب على صِغَره يخرج منه كلُّ الدم ويعود إليه كل الدم. في الحبّ يتعلم القلبُ كيف يتألم بالمعاني التي يُجرِّدها من أشخاصها المحبوبة وكانت كامنة فيهم، وبالفراق يتعلّم القلب كيف يتوجَّع بالمعاني التي يجرِّدها هو من نفسه وكانت كامنةً فيه. فترى العمرَ يتسلَّل يوماً فيوماً ولانشعر به، ولكن متى فارقنا من نحبهم نبَّه القلب فينا معنى الفراغ؛ فكان من الفراق على أكبادنا ظمأٌ كظمإ السقاءِ الذي فرغ ماؤه فجفَّ وكان الفراقُ جفافَه. ألا ياطائر الحب، إن لك إذا طرت جناحين؛ فما أقرب من هو على جناح الفراقِ ممن هو على جناح الهجر.”