“وإذا كان العِشق يدفع بعض المحبين والهائمين إلى الموت والشهادة،كانَ يجرِفُ عاصِمَ بعيداً بالاتجاه الآخر،محبّة الدنيَا والتشبث بها..”
“وما كان يحس به عبد الرحمن ويقوله،كان يتصادى في نفوسِ المصلين جميعاً..سَلمَى احسّت من جهتها بتوقُّدٍ أكثر،وكانت تشعرُ بسعادةٍ غامرة وهي ترَى آخر شرخٍ في وجدانها يتضاءل ويختفي..ليس بمقدور خطيبها بعد اليوم أن يسحبها ثانية إلى مواقع التردد والازدواج..”
“هاهِيَ ذِي الصلاة التي كنتُ أحلُمُ بها،إنني اجدني قبالَةَ الله فيمَا يصْعُبُ عليَّ التّعبيرُ عنه”
“مالها وما يجري في البلد؟ولكن لا بأس،سيحاول المرّة تلو المرّة ان ينتزعها من التيّار،أن ينقذها من الهدير المخيف الذي اختارت أن تذهب إليه بإرادتها لكي ياخذها بعيداً صوب الضفاف النائية،حيثُ لا قاتل ولا مقتول،وحيثُ تختفي لغة الرصاص،لكي تحلَّ محللها كلمات العشق والمحبّة..”
“ليس بمقدور المرء أن يصدر حكماً على علاقة يمسك بها طرف واحد،أما جانبها الآخرُ فيظلُّ سائباً..ذلك انّ سَلمَى من جهتها لم تشعُر به أغلب الظن-ولعلّها شعرت-ولكنّها ليسَ ذلك الشّعور المتفرّد الذي يناديها ويلح عليها:إنهُ هُو!”
“إن إلهنا وإلهك واحدٌ يا حنّا،وسعيُك أحرى أن يتجه إلينا،إلى دائرته الحقيقية،حيثُ الإيمان يكافح من أجل حماية وجوده في العالم..”
“إنهُم يعتبرونها تحدٍ،ومن يدري؟ فلعلَّهُم إذا اتيح لهم الانتصار أن يُنفذوا تهديدهم المعروف بألا يبقوا في الموصل منارَةً واحدة يرتفعُ منها النداء إلى الله..”