“من الخطأ أن نتصور أن النظم الاجتماعية تسقط كما تسقط الحكومات بثورة أو انفجار، وتتغير كما تتغير الدساتير أو القوانين. النظم الاجتماعية تتغير وتتحول ببطء وبالتدريج. قد تطرأ عليها من التطورات ما قد يجعلها في النهاية شيئًا مختلفًا جدًا عمّا كانت عليه في البداية. وقد يحدث هذا دون أي ثورة أو انفجار، بل وربما حدث هذا والناس مستمرون في إطلاق نفس الاسم عليها، وكأن شيئًا لم يحدث.”
“قد يلجأ المرء لاكتساب هذا الشعور أو تأكيده إلى ارتكاب كثير من الصغائر، فكثير جدًا من ميلنا إلى التقليل من شأن الآخرين، بما في ذلك الإمعان في انتقاد الناس من وراء ظهورهم، والمبالغة في تضخيم أخطائهم الصغيرة، والتغاضي عن حسناتهم، والميل إلى رؤية عيوب الآخرين بدلًا من حسناتهم، كل هذا يؤكد لنا شعورنا بأننا "ذو قيمة"، وذلك عندما يعز علينا أن نكتسب هذا الشعور من أي طريق آخر غير التقليل من قيمة الآخرين.”
“إن أكثر من نصف العرب الأحياءاليوم لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما حلت هزيمة 1967 وأكثر من ثلاثة أرباعهم لم يكونوا فى سن يسمح لهم بفهم ما حدث واستيعابه ولكننا جميعا اليوم أيا كان عمرنا أو القطر العربى الذى نعبش فيه وأيا كانت مهنتنا أو الطبقة الاجتماعية التى ننتسب إليها ندفع اليوم ثمن هذه الهزيمة بصورة أو بأخرى ومازلنا نعيش تحت وطأتها”
“يبدو أن مصر تدفع دائمًا ثمنًا عاليًا لنموها الاقتصادي والاجتماعي. فهي بقدر ما تحدث من تغيير في هيكلها الاقتصادي وتركيبها الاجتماعي، وتعيد تنظيم علاقاتها الاجتماعية، كلما تورطت في مزيد من تقليد الغرب. وبقدر ما يتدفق عليها الدخل بقدر ما تفقد نفسها. وليس هذا نفسه إلا ثمن موقع مصر من العالم وأهميتها في المنطقة العربية”
“ليس هناك خطأ فى أن تُقبل على قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو حتى إجراء تجربة فى المعمل وأنت متحيز، بل أكاد أقول إن نوعًا من التحيز ضروري ومطلوب، فلا أحد يُطالب بأن يبدأ شيئًا من هذا وذهنه كالصفحة البيضاء الخالية من أى أفكار وتحيزات سابقة، فنحن آدميون من لحم ودم ولسنا ماكينات تصوير أو تسجيل.”
“الخطأ ليس في التحيز المسبق بل في ان تسمح لتحيزك المسبق بأن يؤثر في حكمك، فلا تري ما لاتحب أن تراه مع أنه موجود، أو أن تري ماليس بموجود لمجرد أنك تريده أن يكون موجودا”
“لقد بدأت أعتقد أن ترديد كلمة معينة أو شعار مراراً وتكراراً، معناه في الغالب أن ما يحدث في الواقع هو العكس بالضبط، وأن كثرة ترديد شعار معا، سببها على الأرجح محاولة صرف نظر الناس عن عدم تحققه في الواقع.”