“راح ثائر أخوك. . .وراحت تشم في جسدي رائحة ثائر الذي فقدته في قادسية صدام.عملنا الكثير لكي نخفف بعضاً من الحزن الممض الذي يثقل قلبها. لكن هذه المرأة العنيدة ماأرادت أبداً أن تنسى. فقد بقيت صورة ابنها الفقيد ماثلة أمامها ليل نهار، كل متعة حقيقية تذكرها بحقيقة أن أخي ثائر ليس معنا، وأن كل سعادة مهما كانت صغيرة مستحيلة بدونه. ولذلك يفرك الندم قلبها كلما شعرت بلحظة خاطفة من السعادة. عرفناها إلى ثكالى فلسطينيات فقدن ولدين أو أكثر، أخبرنها عن مصائبهن عل مصيبتها تهون، ولكن المحاولة أخفقت، لأن ابنها يختلف عن أبناء الأخريات، بكونه ابنها. كانت تغيب عن أكثر المشاهد وضوحاً وجمالاً وتعاقب نفسها على أي متعة تستهويها بأن تستحضر أدق لفتاته وسكناته: كان ممكناً أن يكون هنا، هذه الشابه ستستهويه، هذا القميص يليق به أكثر .”
“هذا زمن الاتفاق على كل شيء ولكنه ليس زماني فأنا كالخيزران ... أنحني ولا أنكسر.سأدافع عن حقدي وغضبي ودموعي بالأسنان والمخالب سأجوع عن كل فقير وسأسجن عن كل ثائر وأتوسل عن كل مظلوم وأهرب إلى الجبال عن كل مطارد وأنام في الشوارع عن كل غريب”
“ليس كل ثائر سياسي ولا كل سياسي ثائر...مش عيبه يعني لما تبقى ثائر ومتفهمش في السياسة..بس العيبه لما تبقى ثائر أو سياسي ومتفهمش ايه قيمة مصر”
“الجمال هبة الله فليس لأمرأة فيه عمل ؛ ولكن العجيب أن أكثر ما يكون عمل المرأة إنما يكون في إفساد هذه الموهبة ؛ كأن الجمال غريب حتى عن صاحبته : تفسدها بالجهل إذا كانت جاهلة ، وتفسدها بالعلم إذا كانت عالمة ، وتفسدها بلاشئ إن كانت هي لا شئ !”
“نظرت إليه وعَبرة تترقرق في عينيها .. حاولت أن تمنعها لكنها أبت إلا أن تجري على وجنتيها ..كانت المرة الأولى التي تسمع منه هذه الكلمات ..كان دائمًا يحدثها عن سعادة الورود ..ولم يحدثها من قبل عن سعادة الشوك ..”
“وبالرغم من هذا الاتفاق بين إصلاحيي القرن التاسع عشر ودعاة هذه الأيام التليفزيونيين, في قراءة أزمة التأخر العربي بعامل الابتعاد عن الإسلام, فإنه يبقي أن قراءة كل منهما لتلك الظاهرة تختلف عن قراءة الآخر لها علي نحو كامل. وللمفارقة فإن القراءة الإصلاحية, القادمة من القرن التاسع عشر, لهذه الظاهرة, كانت أكثر وعيا واستنارة من القراءة الراهنة التي يقدمها دعاة هذه الأيام لها. إذ فيما يلح دعاة هذه الأيام علي تفسير ابتعاد الناس عن الإسلام بالميل المتأصل في نفوسهم إلي الهوي; وعلي النحو الذي يترتب عليه ضرورة زجرهم وقمعهم, فإن رجل الإصلاح قد ألح, في المقابل, علي مسئولية الاستبداد الكبري في إبعاد الناس عن جوهر الإسلام. ومن هنا فإن رجل الإصلاح لم يكن أكثر فهما فقط, بل وكان أكثر جرأة وشجاعة من شيوخ هذه الأيام البؤساء; الذين لا يفعل الواحد منهم- للأسف- إلا أن يكون معينا للمستبد في السيطرة علي المحكومين.”