“و الحضارة البشرية سارت في طريقها خطوة خطوة وراء الكشوف. و لم تجئ طفرة، لأن خلافة الأرض تركت لهذا الإنسان، و لمداركه التي زوده الله بها ليخطو في كل يوم خطوة؛ و يعيد تنسيق حياته وفق هذه الخطوة. و إعادة تنسيق الحياة وفق نظام جديد لسيت سهلة على النفس البشرية؛ فهي تهز أعماقها؛ و تغير عاداتها و مألوفها؛ و تقتضي فترة من الزمان لإعادة الاستقرار الذي تطمئن فيه إلى العمل و الإنتاج. و من ثم شاءت حكمة الله أن تكون هناك فترة استقرار تطول أو تقصر. بعد كل تنسيق جديد.و القلق الذي يستولي على أعصاب العالم اليوم منشؤه الأول سرعة توالي الهزات العلمية و الاجتماعية التي لا تدع للبشرية فترة استقرار، و لا تدع للنفس فرصة التكيف و التذوق للوضع الجديد.”

سيد قطب

سيد قطب - “و الحضارة البشرية سارت في طريقها خطوة خطوة...” 1

Similar quotes

“و احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب و آلاف الليالي من الخلوة و التأمل و الحوار مع النفس و إعادة النظر قم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة من الله و الإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين .”

مصطفى محمود
Read more

“و المؤمنون بالله لا يخالجهم الشك في صدق وعده؛ و في أصالة الحق في بناء الوجود و نظامه؛ و في نصرة الحق الذي يقذف به على الباطل فيدمغه.. فإذا ابتلاهم الله بغلبة الباطل حيناً من الدهر عرفوا أنها الفتنة؛ و أدركوا أنه الابتلاء؛ و أحسوا أن ربهم يربيهم، لأن فيهم ضعفاً أو نقصاً؛ و هو يريد أن يعدهم لاستقبال الحق المنتصر، و أن يجعلهم ستار القدرة، فيدعهم يجتازون فترة البلاء يستكملون فيها النقص و يعالجون فيها الضعف.. و كلما سارعوا إلى العلاج قصر الله عليهم فترة الابتلاء، و حقق على أيديهم ما يشاء. أما العاقبة فهي مقررة: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) و الله يفعل ما يريد.”

سيد قطب
Read more

“و الخطيئة المنكرة التي عرف بها قوم لوط ( و قد كانوا يسكنون عدة قرى في وادي الأردن) هش الشذوذ الجنسي بإتيان الذكور، و ترك النساء. و هو انحراف في الفطرة شنيع. فقد برأ الله الذكر و الأنثى؛ و فطر كلاً منهما على الميل إلى صاحبه لتحقيق حكمته و مشيئته في امتداد الحياة عن طريق النسل، الذي يتم باجتماع الذكر و الأنثى. فكان هذا الميل طرفاً من الناموس الكوني العام، الذي يجعل كل من في الكون و كل ما في الكون في حالة تناسق و تعاون على إنفاذ المشيئة المدبرة لهذا الوجود. فأما إتيان الذكور الذكور فلا يرمي إلى هدف، و لا يحقق غاية، و لا يتمشى مع فطرة هذا الكون و قانونه. و عجيب أن يجد فيه أحد لذة. و اللذة التي يجدها الذكر و الأنثى في التقائهما إن هي إلا وسيلة الفطرة لتحقيق المشيئة. فالانحراف عن ناموس الكون واضح في فعل قوم لوط. و من ثم لم يكن بد أن يرجعوا عن هذا الانحراف أو أن يهلكوا، لخروجهم من ركب الحياة، و من موكب الفطرة، و لتعريهم من حكمة وجودهم، و هي امتداد الحياة بهم عن طريق التزاوج و التوالد.”

سيد قطب
Read more

“ بدافع هذا القلق النبيل يعيد الإنسان النظر في كل شء ، و يرفع المنظار المبتذل الذي يضعه على عينيه و يكف عن الرؤية المبتذلة ، و يبدأ في تقدير الأشياء بمعيار جديد .. و يرى أبعد من أنفه و يصلح من هندامه ..و لا يعيش و يموت كذباب ملتصق بالعسل ..”

مصطفى محمود
Read more

“إن الحكومة الإسلامية لا تقوم إلا إذا اقتنع الناس أو غالبيتهم بالصورة التي يرسمها الإسلام للحياة، و عرفوا كيف تكون حياتهم و علاقاتهم و حقوقهم و واجباتهم و تكاليفهم كلها لو قامت حياة إسلامية. و لا يكفي أبداً أن ندعوهم اليوم إلى الإسلام في اختصار و إجمال كما كان يدعوهم الرسول صلى الله عليه و سلم، ففي ذلك الزمان لم تكن هنالك نظريات اجتماعية مفصلة تقابل الدعوة الإسلامية. و ما دامت للإسلام نظريات أكثر تقدماً من كل ما عرفته البشرية اليوم، فلماذا لا نعرض للناس هذه النظريات مطبقة على الحياة الحاضرة بكل علاقاتها و ملابساتها و حاجاتها، حين ندعو الناس إلى الإسلام؟”

سيد قطب
Read more