“أغرب الغرباء من صار غريباً فى وطنه , و أبعد البعداء من كان بعيداً من محل قربه .. لأن غاية المجهود أن يسلو عن الموجود , و يغمض عن المشهود , و يُقصَى عن المعهود .. يا هذا .. الغريب من إذا ذكر الحق هُجِرَ و إذا دعا إلى الحق زُجِرَ .. يا رحمتا للغريب ! طال سفره من غير قدوم , و طال بلاؤه من غير ذنب , و اشتد ضرره من غير تقصير , و عظم عناؤه من غير جدوى " .و لقد أطلنا الأخذ عن التوحيدى , ليتعزى الكاتب العربى المعاصر إذا هو أحس الغربة حين يذكر الحق فيُهجَر , أو يدعو إلى الحق فيُزجَر , و حين يعظم عناؤه بغير جدوى”