“حين نتحدث عن إشكالية كثرة الاختلاف في واقع الأمة اليوم: العلمي والدعوي ، ويطالب البعض بالتوحد تحت رأي وعمل واحد ، فهنا نكون أمام إشكالية أعمق ، هي الظن بأننا لا يمكن أن نهدأ إلا عند الاتفاق ، أما في الاختلاف فلا سبيل إلى حفظ مقام الإخاء والحقوق.”
“حين ترتكب المنكر وأنت شاعر بأنه منكر فستقتصد في ارتكابه فلا تلجأ إليه إلا تحت ضغط قاهر , وستقف في ارتكابه عند الحد الأدنى الذي ترى أنه لا يطيح بسمعتك كلها أمام الناس , وقد تحاول الرجوع عنه في يوم من الأيام , أما حين يكتسب المنكر في حسك الشرعية فلماذا تقتصد في ارتكابه , ولماذا تقف عند حد من الحدود ؟!إنها هي ذاتها حكمة وقوع اللعنة على الذين لا يتناهون عن منكر فعلوه . . لأنهم لا يقفون في ارتكاب المنكر عند حد معلوم.”
“الاختلاف سنة كونية ينبغي التعايش معها.. فلا يوجد مجتمع يتطابق أفراده في عقلياتهم تماما إلا في عالم الحيوان”
“الحالة المصرية تختلف جذرياً عن هذا الواقع اللبنانى، والواقع العراقى، فنحن ليس لدينا أية اختلافات إلا اختلاف واحد هو الاختلاف الدينى، وبالتالى لا يصح أن نتحدث هنا عن تعايش بل اندماج، فالجماعة الوطنية تتكون عندنا من مصريين وحسب، وكما أشار الدكتور عاصم قبل قليل فإن معظم المسلمين المصريين كانوا مسيحيين وتحولوا إلى الإسلام، وبما يعنى أننا، مسلمون ومسيحيون، ورغم الاختلاف الدينى، ننتمى جميعاً إلى أصل عرقى واحد، وبالتالى يكون علينا أن نتوقف قليلاً ونسأل أنفسنا: عيش مشترك أم اندماج وطنى بين هذه الجماعة ذات الأصل الواحد؟”
“وحفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير ، فهي الوقاية الضرورية من المصادمات المُهلكة . وما يتصوره البعض اندماجاً يولد فيه الحبيبان هو في واقع الأمر تصادم مهلك يهلك فيه الإثنان ، فلا يمكن أن يصبح الإثنان واحداً إلا بعمليات بتر وتمزيق وزرع أعضاء .. وتكون النتيجة أن يرفض كل جسم العضو المزروع ويموت الإثنان”
“لا يمكن أن تتحقق الأماني لمجرد أن نقولها، ولا يمكن أن تُقال لأن تتحقق؛ إنها مثل الطرقات في الأرض – وفي الواقع لم يكن في الأرض طرقات عند البداية – ولكن حين يسير كثير من الناس في اتجاه واحد .. يُصنع الطريق”