“فشل ذريع: عندما تضع لنفسك مبادئ، ثم تعجز عن الحفاظ عليها.. في الظاهر: قد تجد التخلي عنها أمراً هيناً، ولكنه مع أول مبدأ يموت بداخلك، تبدأ أول لحظات احتضارك. وكأنك تأخد أولى خطواتك نحو الموت..”
“أُخرج "عدة الموبايل" النوكيا القديمة الرخيصة، التي أملكها، ولا أملك أي شئ آخر غيرها..وأنظر في الساعة..مازال أمامي وقت كافي..سنتوقف بعد أمتار قليلة لمدة تتراوح بين ثلث الساعة ونصف الساعة، بسبب الإزدحام المروري.أضف إليها عشر دقائق تكفي لوصول العربة للمحطة التي سأنزل عندها. و عشر دقائق جديدة حتي أجد العنوان الذي أبحث عنه.. خمس دقائق سأقف فيها أمام العمارة أُراجع نفسي وأحاول منعها عن القيام بذلك. وسأصعد خلال وقت مناسب، ومتأخراً عن الموعد كالعادة..”
“مشكلته ليست في الوصول إلي تلك "المرأة الكاملة".. ولكن المشكلة الحقيقية التي لم يدركها أبداً، وأشك أنه سوف يفعل: أنه لم يكن يوماً "رجلاً كاملاً".. يريدها ذات أسنان بيضاء ناصعة، وأسنانه هو قد قتلها الاصفرار..”
“أُفكر قليلاً وأنا أرتدى تلك "الكرافت": لو كانت إنساناً لكانت قد ماتت اكتئاباً وتأثراً من وحدتها في "الدولاب" مُنذ سنوات. لو كانت إنساناً لشعرت بالغربة والإشتياق وهي تُربط حول عنقي..منذ وفاة والدي البعيدة لم تُستخدم، ولم يهتم بها أحد.لا أعلم لماذا أردت أن أرتديها هذة المرة!.. ربما لأني أكره الوحدة.. أُمرر يدي اليمنى عليها من فوق لأسفل والعكس، عدة مرات، وكأني أُحاول أن أُشعرها بالأُلفة والأمان..”
“شعر بأسى شديد وراح يفكر ويسأل نفسه: لماذا تربط بين حبها لي، وبين اتاحة الفرصة لها للكلام؟. وهل من الضروري أن أظل أسدد ضريبة حبها، بالإنصات مدى الحياة لما تقوله، وأن أستحمل تلك الأحاديث الأنثوية التي لا تملها؟..ثم ما هي تلك العلاقة التي تربط بين الحب وبين ما جرى لـ مُني وإبتهال وكريمة، وبائعة الخضروات في السوق، وعم محمد البواب واسلوبه الوقح، وما حدث في المسلسل التركي،واتصالها -غير المقصود- المتكرر في مواعيد مباريات كرة القدم، وكأن الكلام لا يحلو لها إلا مع صافرة الحكم!؟..لماذا تجعل "كرهي لها" شرطا لـ"حبها لي"؟!”
“قرأت من قبل أن بعض الحلويات مثل الشوكلاتة قادرة علي جعلك تشعر بالسعادة.. ربما.. من يدري؟! ،قالوا أيضاً أن المخدرات قادرة علي ذلك.. لكن، كلا.. رغم ثبوت ذلك علمياً إلا إنني غير مقتنع.. كيف لمكونات ومواد كيميائية أن تتسبب في الشعور بالسعادة!؟ ،السعادة أكثر تعقيداً من أن تُصنّع أو تُخترع، حتى إنها أكثر تعقيداً من تلك المعادلات الكيميائية المُعقدة التي تُدرّس في المدارس..- قصة الشعور بالمصاصة”