“لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْقلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْكلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائيومخبروكَ دائماً ورائي..عيونهم ورائي..أنوفهم ورائي..أقدامهم ورائي..كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِيستجوبونَ زوجتيويكتبونَ عندهم..أسماءَ أصدقائي..يا حضرةَ السلطانْلأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِلأنني..حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائيضُربتُ بالحذاءِ..أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائييا سيّدي..يا سيّدي السلطانْلقد خسرتَ الحربَ مرتينْلأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟لأنَّ نصفَ شعبنا..محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..في داخلِ الجدرانْ..لو أحدٌ يمنحُني الأمانْمن عسكرِ السلطانْ..قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..”
“يَضَعُ إبني ألوانه أَماميويطلُبُ مني أن أرسمَ لهُ عُصْفُوراً..أغطُّ الفرشاةَ باللون الرماديّْوأرسُمُ له مربَّعاً عليه قِفْلٌ.. وقُضْبَانْيقولُ لي إبني، والدَهْشَةُ تملأ عينيْه:".. ولكنَّ هذا سِجْنٌ..ألا تعرفُ ، يا أبي ، كيف ترسُمُ عُصْفُوراً؟؟"أقول له: يا وَلَدي.. لا تُؤاخذنيفقد نسيتُ شكلَ العصافيرْ...”
“الياسمينُ الدمشقيّْ لهُ أظافرُ بيضاءْ.. تثقبُ جدرانَ الذاكرَةْ...”
“رسالة الى رجل ما " نزار قباني " يا سيدي العزيز هذا خطاب امرأة حمقاءهل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاءاسمي أنا ؟ دعنا من الأسماءرانيا .. أم زينب أم هند .. أم هيفاءأسخف ما نحمله يا سيدي الأسماءيا سيديأخاف أن أقول ما لدي من أشياءأخاف - لو فعلت -أن تحترق السماءفشرقكم يا سيدي العزيزيصادر الرسائل الزرقاءيصادر الاحلام من خزائن النساءيمارس الحجر على عواطف النساءيستعمل السكينو الساطوركي يخاطب النساءو يذبح الربيع , و الاشواق و الضفائر السوداءو شرقكم يا سيدي العزيزيصنع تاج الشرف الرفيعمن جماجم النساءلا تنتقدني سيديان كان خطي سيئا ًفإنني أكتب و السياف خلف بابيو خارج الحجرة صوت الريح و الكلابيا سيديعنترة العبسي خلف بابييذبحني ..إذا رأى خطابييقطع رأسي لو رأى الشفاف من ثيابييقطع رأسي لو أنا عبرت عن عذابيفشرقكم يا سيدي العزيزيحاصر المرأة بالحرابو شرفكم يا سيدي العزيزيبايع الرجال انبياءو يطمر النساء في الترابلا تنزعجيا سيدي العزيز من سطوريلا تنزعجاذا كسرت القمقم المسدود من عصوراذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميرياذا انا هربتمن اقبية الحريم في القصوراذا تمردت على موتيعلى قبري, على جذوريو المسلخ الكبيرلا تنزعج يا سيدياذا انا كشفت عن شعوريفالرجل الشرقيلا يهتم بالشعر و لا الشعورالرجل الشرقي- و اغفر جرأتي - لا يفهم المرأة الا داخل السريرمعذرة يا سيدياذا تطاولت على مملكة الرجالفالأدب الكبير - طبعا - أدب الرجالو الحب كان دائما من حصة الرجالو الجنس كان دائمامخدرا يباع للرجالخرافة حرية النساء في بلادنا فليس من حريةأخرى سوى حرية الرجاليا سيديقل ما تريده عني فلن اباليسطحية , غبية , مجنونة , بلهاء فلم أعد اباليلان من تكتب عن همومهافي منطق الرجال تدعى امرأة حمقاءألم أقل في أول الخطاب اني امرأة حمقاء”
“جربوا أن تكسروا الأبواب أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثواب يا أصدقائي: ... جربوا أن تقرؤوا كتاب.. أن تكتبوا كتاب أن تزرعوا الحروف، والرمان، والأعناب أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب فالناس يجهلونكم.. في خارج السرداب الناس يحسبونكم نوعاً من الذباب...”
“هذا الهوى الذي أتىمن حيثُ ما انتظرتهُمختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُمختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُوكلِّ ما سمعتهُلو كنتُ أدري أنهُنوعٌ منَ الإدمانِ، ما أدمنتهُ!لو كنتُ أدري أنهُبابٌ كثيرُ الريحِ، ما فتحتهُلو كنتُ أدري أنهُعودٌ من الكبريت، ما أشعلتهُ”
“أُسْكُتي يا شَهْرَزَادْ .أُسْكُتي يا شَهْرَزَادْ .أَنتِ في وادٍ .. وأَحزاني بوادْفالذي يبحثُ عن قِصَّة حُبٍّ ..غيرُ من يبحثُ عن موطِنِهِ تحتَ الرَمَادْْ ..أَنتِ .. ما ضَيَّعتِ ، يا سيِّدتي ، شيئاً كثيراًوأَنا ضيَّعتُ تاريخاً ..وأهلاً ..وبلادْ ...”