“ اتضحت حقيقة لم أكن أنا علي الأقل أدركها من قبل .. و هي أن للحكم بريقا يمكن أن يخلب لب الثوار و يلعب برؤؤسهم .. هذا أمر بشري علي ما أعتقد و لكن أحمد الله أن هذا لم يكن شأني فالانسان عندما يكون في دخيلة نفسه أكبر من أي شئ يصبح في غني عن كل شئ .”
“ و لكني خاطرت من أجل السلام و كل شئ جائز .. المقامرة و الصعاب بل و الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها الانسانفي سبيل السلام..”
“ كانت التركة التي ورثتها اقتصاديا أسوأ من التركة السياسية فاستقلال أي بلد حر هو في حقيقته الاستقلال الاقتصادي و ليس الشعارات السياسية..”
“ يخطئ من يظن أن شعب مصر يمكن أن يموت فهو عملاق دائما قد يتحمل أشد أنواع الأذي من الداخل و الخارج و لكن هذاالأذي لا ينال منه أبدا .. فبمجرد أن ينكشف عنه الغبار تجده عملاقا كما هو .. قد تجده مجروحا ينزف دما .. و لكنه يعلم انه سيأتي الوقت الذي يقف فيه النزيف و يضمد جراحه.. هذا هو الشعب المصري الذئ آمنت و مازلت أومن به و أدعو الله أن يمكنني من أن أزيل من طريقه جميع المعوقات و أن أجعل الكلمة الأولي و الأخيرة له فأنا أعرف أنه عند ذاك سوف يحقق المعجزات ..”
“ما معنى الايمان .. ؟أن تنظر إلى أى شىء كريه يحدث على أنه قدر لابد من مواجهته وتحمله .. وبعد ذلك تتغلب على الأثار الناجمه عن هذا ..فيجب ألا تفكر أنه ليس هناك حل لأى مشكله .. لأن الحل دائما هناك ..ما الذى يجعلك تفكر هكذا ؟ إيمانك بأن الله قد خلقك لأن عليك دوراً يحب أن تؤديه فى هذه الحياه .. والإله الذى خلقك ليس شريرا على الاطلاق .. بالعكس انه خير جداً .. لا كما يصوره لنا الشيخ فى كُتاب القريه - جبار .. مخيف .. ولذلك فالعلاقه بين الأنسان والله لا تنبنى على الخوف او الثواب والعقاب ..بل على قيمة اسمى من كل قيمه ..وهى الصداقة ..فمن صفات الخالق الرحمه والعدل والحب ثم هو قادر على كل شىء لأنه مصدرالاشياء جميعا فإذا اتخذت صديقا منحك الاطمئنان .. فتحت اى ظروف وفى جميع الأحوال تحبه ويحبك .إن تحليل العالم النفسانى لم يحل لى عقدة الهزة العصبيه فقط بل فتح أمامى افاقا من الحب لا حدود لها فى علاقاتى بالكون .. كانت كامنه فى خضم الحياة العادية فكشفت عنها تجربة السجن ومعاناتها بحيث أصبح الحب المنطلق الرئيسى لكل افعالى ومشاعرى .من أجل هذا .. ولانى أصبحت مليئاً باليقين والاطمئنان لم أهتز لحظه واحدة وسط الاحداث المتقلبة التى واكبت حياتى فى جميع مراحل العمر .. ولم يخذلنى الحب مرة واحدة .. بل كان دائما ينتصر فى النهاية ..”
“على مستوى رجال الثورة كان الانفصال شماتة كبيرة في جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر - أما على المستوى الشعبي فقد بدأت الناس تتململ وتسأل : لماذا حدث هذا؟ ومن المسئول؟ صحيح أن الانفصال قد سبقته بفترة وجيزة القوانين الاشتراكية تلك التي صدرت من أجل مصلحة الجماهير, ولكن جموع الشعب كان مازال يفتقد شيئا هاما في حياته .. وهو الحرية .. فعندما لا يكون الإنسان آمنا على نفسه لا يمكن ان يعوضه شئ عن هذا ..هذه حقيقة لم يدركها عبد الناصر إلى يوم أن مات .. كان يتصور أن الشعب مرتاح وسعيد وراض عن أسلوب الحكم لأن الناس عندما تراه كانت تهتف له وتهلل وتصفق .. ولكنه نسى أن في ضمير كل مواطن -حتى في الطبقات التي كان يعتقد انه يخدمها - حقيقة أساسية تطغى على كل حقيقة أخرى وهي الإحساس بالحاجة إلى الحرية والأمن.”