“ماهذا الذي يحدث في دمشق.. الدولة تحاكم الشعب على مجرد التفكير في شئ يخالف الحزب.. فهى لا تعتقل الأشخاص، ولكن تجعل من الواحد منهم سجاناً على فكره.. فهى تعتقله وتعتقل أفكاره أيضاً. والقانون صريح في حبس أى إنسان دون محاكمة إذا هو فكر فى أن يخرج عن الحزب او يناقشه، أو ينقل أخبار الحزب إلى أى أحد من زملائه السوريين. فهم في سوريا يحكمون دولة اختارت الصمت أسلوباً فى التعبير عن الولاء للبعث العلوي !”
“والفلسطينيون يعلمون أن اثنين قد أراقا دم الشعب الفلسطينى ، كما لم يحدث فى التاريخ: حافط الأسد فى تل الزعتر، والملك حسين صاحب أيلول الأسود !ولكن عجز المقاومة الفلسطينية وتمزقها واختلاف أمرائها ، هو الذي جعل أسلحتهم تتجه إلى الناحية الأخرى بعيداً عن دمشق وعمان !”
“وعاد الشيخ عبدالسميع يقول: وفوجيء صاحب المزرعة الاسترالي بأن قارئاً من أصل عربي يكتشف أن الوردة مكتوب عليها كلمة: اللهقال الأستاذ [العقاد]: بأية لغة يا مولانا؟أجاب عبدالسميع: بالعربية يا أستاذ .. ويقال إنهم وجدوا كلمة: محمد .. أيضاً .. ألا ترى في ذلك معجزة يا أستاذ؟ .. هل الإنسان في حاجة إلى دليل أقوى من ذلك على وجود الله؟ .. سبحان الله .. ماشاء اللهقال الأستاذ: يا مولانا .. وهل نحن في حاجة إلى أن نقرأ اسم المهندس الذي أقام الهرم الأكبر لنعرف أن مهندساً كبيراً قد أقامه؟ .. إن في قيامه وبقائه هكذا أكبر دليل على أن عقلية جبارة وراءه [..] وحتى إذا لم يجد الناس كلمة الله أو محمد على هذه الوردة، فنحن لسنا في حاجة إلى دليل على تنوع القدرة الإلهية في إبداع الكائنات .. النباتات والحشرات والحيوانات والإنسان والنجوم والكواكب. إن بعض الناس يتصور أن هناك طيوراً تقول لا إله إلا الله .. ولكن إذا كانت هذه أدلة على وجود الله، فالذي لا يعرف اللغة العربية لا يجدها كذلك .. ثم إن هذه الطيور أو هذه النباتات إذا كانت موجهة إلى كل البشر فلا ينبغي أن تكون بلغة واحدة .. إنما تكون بلغة كل دولة .. ولكن هذا خطأ في فهم قدرة الله .. فالله في كل لغة له كلمة. وكل كلمة لها تاريخ .. فالكلمات وأصولها لا تهم .. ولكن المعاني هي التي تهم .. فالله معنى وقدرة مطلقة لا أول لها ولا آخر .. وهذا المعنى هو الذي عبر عنه الإنسان من نصف مليون سنة .. ويظهر هذا المعنى على أدوات الطعام والعمل والعبادة في كل مكان عاش ومات فيه الإنسان”
“ووزير الخارجية البريطانية فى ذلك الوقت أنتونى ناتنج هو الذي إهتدى إلى حسم هذه المشلكة المعقدة عندما قال :إن السلام من الممكن أن يتحقق بين إسرائيل والعرب بشرط أن تكف إسرائيل عن أنها دولة غربية ، تعيش بين العرب وتتعالى عليهم وعلى الشرقيين من أبنائها، وأن تكف عن أنها دولة صهيونية تريد أن تتوسع على حساب الغير !”
“و لم أكتشف إلا فيما بعد أن حبي لعبد الوهاب كان إعجابا "بأسلوبه" في التعبير ومقدرته على البلاغة في الأداء . كان عبد الوهاب يصوّر أملاً من أمالي في أن أكون قادراً على أن أقول و أن يجيء قولي واضحاً بسيطاً مفهوماً مسموعاً .. أو هكذا تصوّرت”
“أسهل أن تصف أي إنسان بالجنون .. فاﻹنسان ليس عاقلا طول الوقت . . و لا مع كل الناس؛ ففي كل إنسان لحظة جنون . . وصعب جدآ أن تقول عن إنسان إنه عاقل في كل تصرفاته . . فهناك أفعال يقوم بها اﻹنسان لا يمكن أن تتصف بالحكمة : كأن يعلب في أذنه . أو يبتسم وهو جالس وحده . . أو يشغل نفسه بالبحث عن مستقبل البشرية في مائة العام القادمة ..”
“ ولم يحدث في أعقاب النكسة ما يحدث عادة في كل دول العالم :فتح الدفاترومراحعة الحسابات: فتح الدفاتر ومراجعة الحسابات وتصفيتها والصراع بين الجنرالات ومناقشة لأسباب الهزيمة..ومحاكمة المسؤل عن المصيبة التى حاقت بمصر والعرب..لا شئ من كل ذلك..وإنما اعتذار من الجماهير عن أنهم شكوا لحظة واحدة في عظمته وقدرته..واستجادء له أن يعود ولا يهمك يا ريس ..فداك يا ريس! أي فداؤه مصر وشعب مصر وانهيار مصر وعار الجيش الذى ضلله ليدافع، فإذا به يأمره ليقاتل ان كان هو الذى أمر بالقتال أو الانسحاب من المعركة .تعيش وتاخد غيرها يا ريس..تدوبه في عرق العافية يا ريس ..لا تسأل نفسك : أي شعب هذا؟”