“قصة قديمة رواها أحد الأدباء عن مجموعة من " القنافذ " أشتد بها البرد ذات ليلة من ليالي الشتاء فاقتربت من بعضها و تلاصقت طلبا للدفء و الأمان ، فآذتها أشواكها فأسرعت تبتعد عن بعضها ففقدت الدفء و الأمان فعادت للاقتراب من جديد بشكل يحقق لها الدفء و يحميها في نفس الوقت من أشواك الآخرين ، و يحمي الآخرين من أشواكها .. فاقتربت و لم تقترب .. و ابتعدت و لم تبتعد .. و هكذا حلت مشكلتها .”
“الاقتراب الشديد من الجميع قد يغرس أشواكهم فينا و يغرس أشواكنا فيهم .. و البعد عنهم أيضاً يفقدنا الأمان و الدفء و يجعل الحياة قاسية و مريرة لهذا فنحن فى حاجة دائماً إلى أن نتلامس مع الآخرين .. و لكن بغير التصاق شديد يفتح علينا أبواب المتعب، و يحجب الرؤية و يشوش السمع ،،،”
“آه لو تعفف الإنسان عن ايذاء الآخرين و حاول دائماً أن يحقق أهدافه في الحياة بغير أن يمشي إليها فوق جثث الآخرين و صراخهم و عويلهم .. إذن لاختفت معظم أسباب الشقاء الإنساني و لتخففت الحياة من كثير من آلامها …”
“من نسي أن الله يراه، سينسى أن يرى دموعك حين تبكين ظلمه...و من لم يُطمئن الإيمان قلبه، سيسوء ظنّه، و يسوّد باطنه، و يسكن الوسواس قلبه و لن تعرفي معه الأمان... و من ترك صلاته و صيامه بذرائع واهية، و قد تربّى عليها، سيعثر حين يشاء عن الذرائع التي يحتاجها لتركك....و من لا يستح من ملاقاة الله مذنبًا، سيُذنب في حقّك دون شعور بالذنب”
“مثلنا تماماً . يولدون و يموتون و في الرحلة من المهد إلى اللحد يحلمون أحلاماً بعضها يصدق و بعضها يخيب . يخافون من المجهول , و ينشدون الحب , و يبحثون عن الطمأنينة في الزواج و الولد . فيهم أقوياء و بينهم مستضعفون , بعضهم أعطته الحياة أكثر مما يستحق , وبعضهم حرمته الحياة؛ لكن الفروق تضيق و أغلب الضعفاء لم يعودوا ضعفاء موسم الهجرة إلى الشمال”
“لي سقف ينتهي جسدي عنده .. و لكني من الداخل بلا سقف و بلا قعر .. و إنما أعماق تؤدي إلى أعماق .. و أفكار و صور و أحاسيس و رغبات لا تنتهي أبداً إلا لتبدأ من جديد كأنها متصلة بينبوع لا نهائي .. و هي أعماق في تغير دائم و تبدل دائم .. بعضها يطفو على السطح فيكون شخصيتي و بعضها .. ينتظر دوره في الظلام”