“ليست العلمانية والعلمنة ونقد الخرافة والنواح على العلم الذي اصبح غطاء لكل خواء لدى الممثقف العربي الا حجر اساس الأديولوجية التحديثية”
“منذ اواخر القرن التاسع عشر اصبح تأكيد الذات لدى الطوائف غير المسلمة يأخذ شكل هجوم على الذاتية السياسية الاسلامية المؤكدة بقوة في الدولة. وظهرت الدولة العلمانية كتنازل متبادل عن الذاتية يقوم على الغاء الطابع الديني للدولة الاسلامية, وليس كبناء لذاتية جديدة عصرية وقومية تتجاوز الدين.”
“لم يكن المبدأ الاول الذي قامت علية التنمية تعظيم الثورة القومية ومضاعفة التراكم الرأسمالي إلا الأديولوجية التي تغطي على التوجه الحقيقي للرأسمال المتراكم الى تامين تطوير قطاع انتاج الكماليات بتطوير قطاع التصدير والانتاج ”
“لن يكون مصير الوهابية السياسي حيث نجحت واستقرت بأفضل من مصير التحديثية العصرية فالانطواء على الذات تحت شعار العودة للتقاليد الحنيفة كالاندماج بالغرب تحت شعار الحداثة ماكان يعني الا المحافظة على المصالح الاجتماعية التقليدية نفسها للنخبة الأقلية القديمة او الحديثة وصيانتها في وجه مصالح الأغلبية الشعبية كلاهما أدى الى النتائج ذاتها ”
“لا تكون الجماعة الا بالعصبية اي بشعور التضامن والتلاحم الجماعي تجاه الجماعات الاخرى. وهذا اساس سلوكها على الساحة الدولية كجماعة متميزة ومستقلة ذات ارادة واحدة ومصالح مشتركة. وتكوين الجماعة لا يقوم على زرع روح العصبية ولكنه يقوم على اسس موضوعية سياسية واقتصادية هي التي تولد الشعور بالتضامن والعصبية التي تصبح هي ذاتها درعا نفسيا يصون وحدة الجماعة واستمرارها.”
“ان ابعاد الدين عن السلطة اعطى للاغلبية الاسلامية الشعور بالتحول الى اقلية ثقافية, وجعل ردود افعالها على هذا الصعيد ردود افعال الاقلية الحريصة على هويتها المهددة والطامحة باستمرار الى تاكيد هذه الهوية على الصعيد الثقافي نظرا لعجزها عن تأكيدها على الصعيد السياسي.وهذا هو الميل العام والسياسة العميقة لكل اقلية مبعدة عن السلطة السياسية المباشرة. ان المطالبة بالهوية قد اصبح مطالبة بالمساواة ومن هنا ازدياد اهميتها السياسية.”
“للثقافة العليا وظيفة اساسية هي تحقيق شرعية السلطة. وهذه الشرعية تستند الى الاجماع الذي يشرطه الانخراط الطوعي للاغلبية في لائحة قيم مشتركة. وهذا الاجماع ضروري لبروز سلطة اغلبية. فاذا فقدت الثقافة العليا الشمولية والقومية التي تتجاوز التمايزات الثقافية, فقد الاجماع ولم يبق للسلطة اي اساس تقوم عليه الا بميزان القوى والغلبة. وفقد التطابق من ثم بين الثقافة والسلطة وفقدت الطبقة السائدة او النخبة السائدة وحدتها.”