“الجريمة واحدة , لكنها تغير فساتينها في كل مرة . ومهما تغيرت الأردية ,يبقى الجسد هو الجسد”
“لا شيء يبقى في الوجود ثابتاً . كل شيء يغور و يضمحل , و يتلاشى , و يغدو أثراً باهتاً في ذاكرتنا التي لا تنجو - ايضاً - من التشقق و الصدأ .”
“الحياة أردية مختلفة الألوان , و في كل مناسبة ترتدي فستانا وتواريه لتعيد موضته في زمن آخر ..”
“نستقبل الإمتحانات بحفظ الصفحات , و أرقامها , و شكل المفردة حين يصيبنا الإعياء من نطقها جيدا , كنا نحفظ كل شيء معادلات الرياضيات , تركيبة عنصر كيميائي , قانوناً فيزيائياً , كل مقرر هو مادة للحفظ , مادة لاستعادة البلادة الأولى ,بلادة أولئك الذين يتابعون الشعراء في بلاط الحكام , والخلفاء , وحفظ قصيدة مدح كاذبة قيلت في سلطان لا يفهم من الدنيا سوى الاستمتاع بسماع التبجيل , والتأليه , نحن حفاظ نعيد سرد أبيات قصيدة واحدة مكررة عبر الزمن , نرددها , ولا نعرف من معانيها شيئا , مهمتنا الإمساك بجرسها الموسيقي , و عندما يختل نستلهم قدرتنا البصرية , فنحفظ أشكال الكلمات , و أمام ورقة الامتحان نتخبط في كتابة ما حفظنا .”
“في النوم تتواجد في كل نقاط الدنيا ترى ما لا يرى و تقول ما لا يقال , حتى عذابك يغدو ممتعا , يمكنك أن تفزع و تنهض ووجيب قلبك يصل إلى الحلقوم و عندما تكتشف أنك كنت صيدا لكابوس وخيم , تعود لتستلذ بذلك العذاب !!”
“لماذا يظهر نقاء نفوسنا عند الوداع؟تلكَ اللحظة التي تشبه الموت، بل هي موت صغير، إذًا الحياة سلسلة من الموات و في كل لحظة منها تنجلي أرواحنا و تعود بكرًا. فحين تشعر أنك لن تلتقي بالراحل تطفو نفوسنا الحقيقية و نذرف الدمع و نتسامح عن ذنوبنا الكبيرة و الصغيرة... في لحظات الموات نكتشف أننا حمقى نستجيب لفورة غضب طارئة و نقلب الدنيا، و نوسع صدورنا لحقد شرس يتمدد و يسترخي بأطرافه في شغاف القلب.”