“لقد عشق العالم مصر، ولم يكن ذلك ظاهرة متقطعة، تتوهج حينا مع حدث كبير مثل الحملة الفرنسية، أو افتتاح قناة السويس، أو اكتشاف مقبرة مصرية قديمة، ثم سرعان ما تنطفئ كما يعتقد البعض، فعشق مصر من ذلك النوع المتوهج دائما، فهو على اختلاف العصور شاب لا يهرم أبدا يتكيف مع المتغيرات، مما نرى تأثيره واضحا في المعمار، في الأثاث والديكور والحلي، وغير ذلك من الأمور”
“كان إيمان الممفيسيين كبيرا فى نشر دعوتهم الماسونية بربوع مصر، فاعتمدوا لتحقيق ذلك على أساسين، أولهما: ضرورة التخلص من التبعية الأجنبية، وثانيهما: جلب العنصر المحلي إليهم”
“تختلف حضارة مصر في العصر القديم عما عداها من الحضارات المعاصرة لها، في أنها أقدمها عهدا وأطولها عمرا وأكثرها تأثيرا. ولأنها انفردت بكل تلك الخصائص، فالكشف عن ذخائرها لم يكن أمرا يسيرا، فحتى مجيء الفرنسيين إلى أرض مصر، غزاة طامعين، كان التاريخ المصري القديم من الألغاز التي تتحطم عليها كل محاولة للفهم، مهما بلغ ذكاء وعلم أصحاب المحاولات”
“وينظم الطهطاوى قصيدة بعنوان "منظومة مصرية وطنية" في 1855 تأييداً لوالي مصر سعيد باشا في مناصرة العثمانيين في حرب القرم ضد روسيا، ويصف مصر بالوطن (الذي تولي إمرتها الغربا، أعجاما كانوا أم عربا) وفي كل هذا لم يتهمه أحد بالانحراف عن جادة الصواب أو بالتجديد في الدين وأصوله، أو بوصفه العرب بالأغراب الذين جاءوا إلي مصر.”
“لكننا مع الوقت نفقد ذلك الايمان مع الخطأ , نبدأ في الظن بـإن عدم العقاب و لو بصورة مؤقتة يعني اننا نجحنا , لذا قد لا نجد غضاضة في تكرار الخطأ مرة تلو الاخرى إذا استلزم الأمر , ما يهم تفكيرنا البشري هو أن نهرب دائما من اخطائنا التي ارتكبناها .”
“أوربا كانت منقسمة دينياً، ليس بين مسيحيين ومسلمين، ولكن بين المسيحيين أنفسهم، يشهد على ذلك الصراع الكاثوليكى البروتستانتى، لكنها الآن قادرة أن تستوعب كل الأديان. كيف حدث ذلك؟ حتى القرن السادس عشر كانت أوربا تعيش حالة من التداخل بين السياسى والدينى، الروحى والمادى، وكانت سلطة الكنيسة روحية ومادية فى الوقت نفسه، لذلك كان من الطبيعى أن يحدث الانقسام والصراع الدينى والمذهبى، لكن مع نمو البرجوازيات الأوربية، وفتح الأبواب أمام العلمانية وتحييد الدين، أصبحت أوربا قادرة على استيعاب الكل، وتحييد الدين مسألة مختلفة تماماً عن إلغاء الدين، العلمانية لا تلغى الدين، يُخطئ من يعتقد ذلك، لأن أحداً لا يستطيع إلغاء الدين، لكن فقط تحييده بمعنى أن التشريعات التى تحكم الناس فى المجتمع تكون مستمدة من أعراف وضعية وليس نصوص دينية.”
“يظل الكتاب هو الكيان الوحيد الذي يمكن أن تعترف له بأنه تمكّن من إقناعك, دون أن تفقد مع ذلك جزءاً من كبريائك”