“لقد طَرَقَ الخاطرَ ونحن في آخر شوال أن شوال قد انتهى، ألا ما أبعد ما بينه وبين انتهاء رمضان، فكأننا في آخر شوال غير الناس الذين كانوا في آخر رمضان، وما بينهما إلا شهر واحد.الصيام مدرسة، فيها التأديب والتهذيب والتربية، فكان الذين خرجوا من مدرسة الصيام أرق قلوبا وأطيب أفئدة، وأكثر إيمانا وأعمق يقينا.. ما يزال لسانهم رطبا من ذكر الله، وما تزال الوجوه تعلوها مسحة الإيمان ولمسة شفافة كتبها على الجباه قيام الليل”
“الحقيقة أن الأمة بخير، لكنكم أنتم أيها القادة والعلماء والدعاة .. أنتم شر قادة لخير أمة، أنتم الذين لا تستحقون أن تكونوا على رأسها ولا أن تمسكوا بقيادها.. أنتم الذين لا نراكم إلا جبناء خائرين متخاذلين، تخرج منكم كلمة الحق –إن خرجت- وعليها أطنان الحياء والأدب والرقة والتهذب.. أنتم الذين قتلتم الأمة وأركعتموها للجبابرة وسميتموهم "أولياء الأمر".. أنتم الذين صمتم في موضع القول، وتوليتم يوم الزحف.. تعسا لكم وبعدا لكم”
“سر متاعبنا لا يكمن في أن الأشياء غير موجودة بقدر ما يكمن في أنها موجودة في مكان آخر.”
“وأما حصول المنفعة المقصودة من الشورى في بلادنا فلأن انتخاب النواب قد تم على وجه يضمن حصولها , ويكفل تحققها , إذ لا يخلو المنتحبون من أن يكون غالبهم من أهل الدراية والمعرفة و أرباب النظر والفكر الذين يعرفون ما هي الشورى وما المقصود منها وما هى المنفعة للبلاد , وما هو الطريق الموصل إليها .”
“كان التاريخ شيئاً فأصبح شيئاً آخر ، توسط بينهما وليدٌ مستهل في مهده بتلك الصيحات التي سُمعت في المهود عداد من هبط من الأرحام إلى هذه الغبراء .. ما أضعفها يومئذٍ صيحاتٍ في الهواء .. ما أقواها أثراً في دوافع التاريخ .. ما أضخم المعجزة . وما أولانا أن نؤمن بها كلما مضت على ذلك المولد أجيالٌ وأجيال .”
“الذين نلتقيهم ونحن نشق الأربعين ما كانوا ليأتموننا على نفس الحكايات الكثيفة لو لمحوا في وجوهنا نزق العشرين وعجلتها”
“وللحكم إغراء يزين لمتوليه أن يتخفف رويدا رويدا من تبعات الفضيلة والعفاف، وما أكثر ما يذكر الحاكم شخصه وينسى أمته، وما أسرع أن ينسى مثله العليا ويهبط عنها قليلا قليلا، وما أيسر أن يستخدم سلطانه الواسع في غير ما منح له!!. بيد أن دين الله إن حاف عليه الولاة الطاغون فيجب أن ينتصب له في كل زمان ومكان من يذودون عنه ويصونون شريعته، ولو تحملوا في ذلك الويل والثبورالإسلام والاستبداد السياسي”