“كانت سمراء، كان واثقا من ذلك، سمراء،شعرها أسود وعيناها سوداوان فمن أين أتت الألوان؟!”
“ذهب الذين كانت قلوبهم واسعة سعة البحر ..تتحمل الأخضر واليابس وتمضي نحو حتفها وصدقها ولا تسأل !ذهب الزمان الذي كان المرء فيه يأكل قطعة خبزٍ صغيرة سمراء وينام ,ويأكل اليوم الواحد فيهم مدينة بكاملها ويطلب المزيد !”
“من أين أتت كل هذه الحواجز التي تقف بيننا ! ألم تجد لها مكانا آخر "فارغ" تقف فيه !”
“مستديرة.. يمكن أن تنظر إليها من أي اتجاه فتراها مكتملة.. سمراء.. تحتضن الصخب الذي يدور بقلبك ولا تزعجك بالمزيد منه.. لاذعة كالحنين المفاجئ .. ناعمة كابتعاد الحنين المفاجئ.. خفيفة كأقدام طفلة فوق الرمل.. ممتلئة كالرمل..”
“قال: ينادي أين الرجال، أين أحفاد خالد وسعد وبلال؟ يا حفاظ سورة الأنفال، أين أبطال القتال؟ أين أسود النزال؟قلنا: هؤلاء ماتوا من زمان، وخلت منهم الأوطان، وخلف من بعدهم خلف لهم همم ضعيفة، واهتمامات سخيفة، وأحلام خفيفة.”
“عيونها كانت سوداء غامقة السواد، ذلك السواد اللامع الذى لا تراه إلا مشعا ومضيئا ودائم الحركة لا يستقر. العيون التى لا تتحمل أن تنظر إليها أو تنظر إليك لحظة.وحتى إذا قلنا إن شعرها كان أسود ناعم، وثوبها الحبر الواسع الذى ترتديه لا يفلح فى إخفاء بروز صدرها ونحول وسطها وامتلاء ساقيها، حتى إذا قلنا هذا قتلنا فاطمة قتلا. فـ آخر ماكان مهما فيها هو جسدها. أهم من هذا كله كانت أنوثتها أنوثة حية نابضة دائمة التفجر والتدفق، أنوثة لا تدرى من أين تنبع وأين تكمن. ابتسامتها ابتسامة أنثى، لفتتها لفتة أنثى، الطريقة التى تخبط بها على كتف زميلتها، غمازاتيها حين تظهران فجأة وتحددان أجمل ابتسامة يفتر عنها ثغر، ضحكتها وكيف تبدأ، ثم بقاياها حين تنتهى، صوتها المصنوع من أنثوية سائلة.”