“ثمّة أشياء بسيطة تستطيعُ عن طريقها أن...تمارسُ طقوس السلطنة في مملكة عرشها خالٍ دائمًا،تكونُ أنتَ فيها الحاكمُ والرعية!تقضي الليلَ في صحبة كتاب..القمرُ يزينُ سماواتُ وجودك، يبتسمُ لكَ كلّما نظرتَ إليه..وخفقٌ دافيءٌ يسبّحُ الله كلّما حلّقت الروحُ بكَ في أزمان بعيدة..هل يوجدُ ملكٌ في هذا العالمُ يملكُ رفاهية أكبرُ منْ هذه؟!”
“معركتنا الحقيقية في هذه الحياة هي معركة الخروج الآمن. أن نكون قادرين علي حماية كياننا منَ السقوط وإنسانيتنا -التي لا يقابلها شيءٌ في الطريق إلّا وهو طامعٌ في نهشها- من الضياع !.. لا تطمع في الفوز بأكثر من ذلك . قاتل وأنتَ تعلم أن أقوي الدروع لن تحمي قلبك من الطعن ولا روحكَ منَ اللعن ولا نفسكَ منَ الأذي. فحاول قدرَ الإمكانِ أن تدّخر قدراتكِ القتالية لهذا الخروج الآمن . وحاذر أن تأخذك المعارك الجانبية حول جروح القلب وأوجاع الروح وآلام النفس فلن تخرج منها إلّا بالمزيد مما تشكو منه . وتجنّب الثقة الزائدة في قدرتك علي المواجهة فقد تجرك إلي الدخول في معارك أخري، أنتَ لستَ طرفًا فيها . فتلكَ معركة مع الحياة ؛ مع خصمٌ لا يعرفُ الهدنة ، لا يعرف التراجع ولا يعرف التعب. ففي أي لحظة قد يقضي عليك حتّي لو كنتَ متمرّسًا في القتال.”
“في الغرب نوعٌ منَ البشرِ يعبدُ رأس ماله، شركته، مصنعه، عملهُ ستّة ايّام في الأسبوع ويتوجّهونَ في اليوم السابع إلي الله وقد لَـا يتوجّهونَ إليهِ لِـأنّهم -أصلًـا- لَـا يؤمنونَ بوجوده... ومع هذا يتقدّمونَ يومًا بعدَ يوم ..ونحنُ نهربُ من أعمالنا بحجّة المحافظة علي الصلَـاة وقراءة الورد اليومي -الّذي لَـا يحلو لنا إلّـا في أوقات الدوام- ومع ذلك نتخلّف يومًا بعد يوم.. حتّي أصبح ما بيننا وبينهم قرونسحيقة!بأعمالنا هذه جعلنا العالم يتصور أن تخلّفنا راجعٌ إلي ديننا.. دين الإسلَـام العظيم.. نحنُ الّذينَ أسأنا إليه حينَ عبدنا الله علي غير الوجه الّذي أرادهُ منّا.هم يبنونَ حضارة جافّة.. ستزولُ حتمًا، لكنّها يومَ تزول، فلن يكونَ ذلكَ من أجل سواد عيوننا ولكن لـأنّ الله سيستبدل قومًا غيرنا، يعبدونه بالعمل كما يعبدونه بسائر الطاعات، يومَ يظهرُ هؤلَـاء سيلقي اللهُ الروح من أمره علي جثة حضارتنا الهامدة، فتعودُ إلي الحياة. ويموتُ ما دونها من حضارات جافة كافرةٌ بوجوده (سُبحانهُ)!”
“حينَ تمضي ليلتك في القراءة عن خير الأنام وتستيقظ صباحًا وسلامُ النفس والحبُ والتسامح يغمرون قلبك فلا تسأل أيُّ سحرٍ هذا..! . حقًا حبُّه يشفي وسيرتهُ هي أمرُ اللهِ لنار الدنيا أن تكونَ علينا بردًا وسلاما.”
“الناس في بلادنا لا يعجبهم الحال المائل فإذا قام أحدهم إليه ليعدله قاموه بكل الوسائل وحكموا عليه بالجنون.”
“سرابٌ هذه الدُنيا فكيف نضيُّعُ الوقتَ حزنًا علي سراب يُخيّلُ لكَ أنّها النهاية ليعرقل سيرك ولتقف كثيرًا عنده وبعد مرور عمرٍ ستجدُ أنّك الوحيد الّذي خُدِعَ فظلّ في مكانه بينما كان الجميع يتسابقونَ أمامه.حتّي وقوفك لم تأبه لهُ الأرض، فهي ما زالت تدور !”
“أصنعُ للّيل في كل يوم، كعكة دافئة وفنجانُ حب وأستقبلهُ في ركني البعيد،. نسير أنا والقلم علي أطراف الأنامل، نتحدّث في صمت ونقلّب الأوراق في هدوء.. كي لـا نزعجه فيفكّر في الذهاب. أفعلُ كل شيء يغريه بالبقاء معي. وأعرفُ أنّه لن يبقي لكنّني أفعل ليشعرَ بالسعادة.”