“الأصل في الفكر – إذا جرى مجراه الطبيعي المستقيم - هو أن يكون حواراً بين " لا " و " نعم " وما يتوسطهما من ظلال وأطياف، فلا الرفض المطلق الأعمى يعد فكراً ولا القبول المطلق الأعمى يعد فكراً، ففي الأول عناد الأطفال، وفي الثاني طاعة العبيد.”
“إن عصرنا الراهن قد ابتكر طريقة يستطيع بيها رجل السلطان أن يُسكت رجل الفكر .. فهو اليوم لا يعذبه و لا يسجنه كما كان يفعل الحكام السابقون .. لكنه يستدرجه إلي حظيرة السياسة العملية فيلغي بذلك وجوده لأنك إذا أدمجت الفكر في العمل لم يعد فكراً … فواجب رجل الفكر إذن أن يحافظ علي كيان الفكر و أن يصون وجوده الذاتي حراً مستقلاً …”
“في الخذلان الأول ..نحن ننصدم ونتهاوى ..وفي الثاني تقل الصدمة ولا نتهاوى ..وفي الثالث تقل وتقل ..حتي يأتي يوم لا يعد شيء بإمكانه أن يصدمنا ..ونبدأ مرحلة جديدة من حياتنا ..نكون نحن الصادمين ..والخاذلين !ـ”
“إن الفكر الإسلامى حين يلتقى بالفلسفات الغربية فإن هذا يمثل نقطة قوة لا نقطة ضعف وإذا كنا نقول إن الفكر الإسلامى يعد فكراً قوياً ودقيقاً فلماذا الخوف - إذن - من إلتقائه بالفلسفة الغربية ؟!”
“وفي زحمة التقليد الأعمى ،الأصل بيفضل أصل .”
“متى كان للدولة فكر ؟ متى كان للفكر الثوريّ طابع رسميّ ؟ إمّا أن يكون الفكر نقديّاً ، وإمّا أن يكون مخصيّاً . وهو المخصيّ إذا استمدّ من سلطة لدولة سلطته . إذ ذاك يتمأسس ، فيستحيل فكراً بيروقراطيّاً . وما هذا الفكر بفكر . إنّه خادم السلطان وخائن نفسه . إنّه المرتدّ بامتياز”