“الأمان والراحة والإستقرار , أحلام الجبناء الذين يعيشون فى إسترخاءوينامون على الكراسى والمناصب كما ينام الذباب.أما الحياة الحقيقية فهى نعمة لا يفوز بها الا الشجاع الجسورالذى يعيش فى مجازفات دائمة , ويلقى بنفسه كل يوم إلى غد مجهول ...ويقتحم أراضى جديدة فى العمل والفكر والفن والعاطفة .ولحظة من هذه الحياة تساوى عمراً كاملاً..لأنها تحفل بــ مشاعر تضيق بها اعمار الكثيرين ..والحياة كالنهر تقاس بالعرض ..بكمية الإنفعلات التى تجيش فيهامن شاطئ اللذة إلى شاطئ الألم..وتقاس بالطول ب مدى ما يتسع مجراها من ينبوعها إلى مصبها ..أذكر أحياناً فى بعض اللحظات أحس بالأجيال التى مضت ..وأشعر بوطأة ميراثها فى عقلى وأعصابىفينحنى عقلى من الهم كعقل رجل عجوز وكنت أشعر بالمشقة ..ولكنى كنت أيضاً أشعر باللذة ..لذة المصارع الذى يحيط بالحلبة كلها بذراعيه ..”
“والحياة تبدأ دائما من هذه اللحظة الباهرة التى تفيق فيها على دهشة ..على حب ..وأمل وخوف ولذة وقلق ..أما الأيام التى تعيشها فى هوادة ورفق وتنتقل فيها من لحظة مألوفة إلى لحظة مألوفة ..ومن واجب مدرسى إلى تكليف وظيفى ..إلى واجب زوجى ..فهى عادة تسقط من حسابك ولا تحس بها ..وتكون النتيجة أن تفيق فجأة بعد خمسين سنةوتتلفت حولك فجأة بعد خمسين سنة وتتلفت حولك فى وجوه أطفالك وتتعجب ..وتتساءل .. متى وأين وكيف أنجبتهم ؟...إن عمرك قد مر بك دون أن تشعر به ..مر بك خلسة ..كما يمر شريط السينما وأنت نائم ..إن عمرك الحقيقى ليس تعاقب سنوات .. ولا تعاقب حوادث ..ولا عبرة فيه بالتوفيق والنجاح والثروة وبلوغ الأمانى أبداً ..فكثيراً ما يكون بلوغ الأمانى على البارد .. يواتيك النجاح فى المدرسة كالمعتاد ..وتواتيك العروسة عن طريق الخاطبة ..وتواتيك الدرجة فى دورك ..ويواتيك النسل الوفيرتماماً كما تواتى الشجرة ثمارها فى كل ربيع ..”
“كيف تحافظ الزوجة على زوجها و تجعل حبه يدوم ؟ ..لا توجد إلا وسيلة واحدة .. أن تتغير .. و تتحول كل يوم إلى امرأة جديدة .. و لا تعطى نفسها لزوجها للنهاية ، تهرب من يده فى اللحظة التى يظن أنه استحوذ عليها ، و تنام كالكتكوت فى حضنه فى اللحظة التى يظن أنه فقدها .. و تُفاجئه بألوان من العاطفة و الاقبال و الادبار لا يتوقعها .. و تحيط نفسها بجو متغير .. و تُبدل ديكور البيت و تفصيله .. و ألوان الطعام و تقديمها .على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا ..و على الزوج أن يكون فناناً ليحتفظ بحب زوجته ملتهباً متجدداً ..عليه أن يكون جديداً فى لبسه و فى كلامه و فى غزله .. و أن يغير النكتة التى يقولها آخر الليل .. و الطريقة التى يقضى بها إجازة الأسبوع .. و يحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة ..”
“إن الحرية لا يصنعها مرسوم يُصدره برلمانإنها تُصنع فى داخلنا .. إنها فى الطريقة التى نفكر بها .. والأسلوب الذي نشعر بهوالطريقة التى يتفتح بها قلبنا على إحساس جديدويصحو عقلنا على فكرة مبتدعة إن أخطر ما يتهدد حريتنا ليس السجن ولكن مشنقة فى داخلنا اسمها القلق !”
“كنت أشعر بأنه لا بد من المضى فى طريقى إلى آخره لأكتشف الحقيقة أو أهلك دونها .. و لم يكن أمامى سوي سبيل واحد .. هو الصعود على طريق الآلام”
“إن حياة تنتهى بالموت و لا بقاء بعدها .. هى حياة لا تستحق أن نحياها .. أنها ليست حياتنا .. أن حياتنا أعظم من أن تنتهى إلى الدود و التراب .. أن القداسة التى تتسم بها الحياة فى صميمها .. تنفى عنها هذه النهاية الهازلة .. فليس بعد الحياة الا حياة .. لا موت هناك و ليس فى الكون المتحرك نقطة سكون .. الكل يتحرك فى دورة أبدية لا نهاية لها .. و أقول هذا لمن يجيئون بعدى و أقول لمن يسألنى عن متوسط عمر الانسان .. إنه اللا نهاية ”
“ليعد كل منا إلى قلبه فى ساعة خلوة,و ليسأل قلبه,و سوف يدله قلبه على كل شىء.فقد أودع الله فى قلوبنا تلك البوصلة التى لا تخطىء,و التى اسمها الفطرة و البداهة.و هى فطرة لا تقبل التبديل و لا التشويه لأنها محور الوجود و لبه و مداره و عليها تقوم كل المعارف و العلوم."فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله"-الروملقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دوماً كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه.”