“إن العرب ليظلون يتحدثون بضجيج و إدعاء عن أمجادهم و انتصاراتهم الخطابية حتى ليذهبون يحسبون أن ما قالوه قد فعلوه ، و أنه لم يبق شيئا عظيم أو جيد لم يفعلوه لكي يفعلوه .. إن من آصل و أرسخ و أشهر مواهبم أن يعتقدوا أنهم قد فعلوا الشيء لأنهم قد تحدثوا عنه.”
“و هنا مسألة مهمة يلزم التنبيه عليها و هي الفرق بين الوصف و بين التعيين، ففرق أن نقول: إن العلمانية كذا، و أن القول بكذا و كذا علمانية، و بين أن نقول إن فلاناً علماني فينبغي أن نفرق فقد يكون هذا الشخص قاله جاهلاً و قد يكون غرر به، و قد يكون أخذ بقول شاذ و أنت لا تعرفه و هكذا. لكن من علم عنه أمر مع وجود الشروط و انتفاء الموانع حكم عليه بما يستحقه شرعاً من ردة أو غيرها. ثم ينبغي التنبيه إلى أن بعض المسلمين قد يفعل بسبب غفلته أو بسبب جشع مادي أو حتى بحسن قصد بعض ما يفعله أو يريده العلمانيون، و قد يفعل ما يخدم أهدافهم؛ فهذا الشخص لا يعد منهم - أي لا يقول عنه: علماني - و مع ذلك لا بد من التحذير من عمله، و لا بد من بيان خطئه و خطره، و لا بد من نصحه و رده عن ما هو عليه.”
“و كان العرب القدامي يظنون، إن صدقاً أو كذباً، أن العبقرية العربية تعبر عن نفسها بشكل كامل من خلال الشعر، و بخاصة الغنائي منه. لذا لم يكن من قبيل الصدفة أن المقاومة الفلسطينية قد اتجهت للشعر لتأكيد هويتها العربية.”
“ هذا الحب الذي اختصمنا فيه وقتاً طويلاً و سكتنا عنه وقتاً طويلاَ، و لكنه لم يسكت عنا فما أظنه قد أمهلك يوماً كما أنه لم يمهلني ساعة. أم ينبغي أن تنتهي هذه الحياة الغامضة إلى ما يجب لها من الصراحة و الوضوح؟" المهندس”
“الأمة التي تريد أن تفتح لنفسها أسهل الطرق و أدناها الى بلوغ قصارى جهدها . لا غنى لها عن أن تستوحي ماضي أيامها لكي ترى أين تتجه تيارات أفكارها و أمانيها و عواطفها فإذا هي لم تستوح ذلك الماضي و حاولت أن تسير على منهاج مبتكر منقول كانت حرية أن تصطدم وشيكا أو بعد لأي بالتيار الاتي الذي لم تنتبه إلى وجهته فيقطع عليها سيرها و يعرقل سبيلها و قد يجرفها معه و يجتاح ما يعترضه من الجهود”
“و صاحب الدعوة لا يمكن أن يستمد السلطان إلا من الله. و لا يمكن أن يهاب إلا بسلطان الله. لا يمكن أن يستظل بحاكم أو ذي جاه فينصره و يمنعه ما لم يكن اتجاهه قبل ذلك إلى الله. و الدعوة قد تغزو قلوب ذوي السلطان و الجاه، فيصبحون لها جنداً و خدماً فيفلحون، و لكنها هي لا تفلح إن كانت من جند السلطان و خدمه، فهي من أمر الله، و هي أعلى من ذوي السلطان و الجاه. ”