“كان الشلال يهدر بعنف, ومياهه تندفع من الحافة العالية لتهوي على صخور البازلت السوداء في باطن المجرى, على عمق مائة متر. ومن هذا السقوط المروع لآلاف الأطنان من المياه على الصخور الكبيرة الصلبة, كانت تتصاعد سحب كثيفة من رذاذ الماء المتكسّر على الصخور. وفي وسط العشب الغزير بالغابة المحيطة بالشلال فزع غزال وديع أزعجته الضوضاء, فقال ببعض الضيق: (ألا يمكنك أن تكون أهدأ أيها الشلال العظيم?), ودون أن يتريث لحظة, واصل الشلال اندفاعه وهديره ساخرا من رقة الغزال: (هه هه هاه... اسكت أيها المخلوق الهش, وامضغ عشبك في هدوء). لم يُخف الغزال ضيقه من عجرفة الشلال, وهمهم بصوت خافت: (حقا... ما دخل العنف في شيء إلا شانه, وما دخل الرفق في شيء إلا زانه). سمعت سلحفاة عجوز قول الغزال, وأحست أن به معنى جميلا, فسألته: (هلاّ شرحت لي مغزى ما قلته أيها الغزال?) وجاوبها الغزال مقربا فمه من رأسها, هامسا حتى لا يثير غضب الشلال الجامح: (إنه يعيرني بأنني هش وآكل العشب.. لكنه لا يدري أنه بعنفه يأكل نفسه). مدت السلحفاة رقبتها مطلة برأسها خارج الصدفة الكبيرة على ظهرها وهتفت غير مصدقة: (يأكل نفسه?!) تمطى الغزال رافعا رأسه مستنشقا عبير الغابة المنعش, وقال باطمئنان الواثق مما يعرف: (أكيد... إنه يأكل نفسه), ودون أن تسأله السلحفاة, بادر الغزال يشرح للسلحفاة: (هذه حقيقة... الشلالات العنيفة تأكل نفسها. فمياه الشلال وهي تسقط من الحافة العالية باندفاع, تنحت الحافة وتحفر فيها مجرى يزداد عمقا باستمرار, وعلى مر الزمن لا تجد المياه حافة عالية تسقط من فوقها على هيئة شلال, بل تسير في المجرى مشكلة نهرا صغيرا في قاع الجرف العميق). اندهشت السلحفاة من حديث الغزال, وأخذت تراقب الشلال كيف يجعله العنف يأكل نفسه, لم تستطع أن تتبين ذلك بوضوح خلال فترة عمرها الذي وصل إلى مائة سنة, لكنها كانت تخبر أبناءها, وهؤلاء يخبرون أبناءهم, لتمر آلاف السنين, ويتأكدون أن الشلال حقا - بعنفه واندفاعه - يأكل نفسه.”
“أود أن أقول ـ الآن ـ ان انقاذ الحياة في مجتمعاتنا وعلى كوكب الأرض لن يتم إلا بترويض الوحش الذي أطلقته علينا مدن العصر الصناعي وما بعده، مدن الضجيج المثقل بالصراع والعويل والأنين، اننا في حاجة الى بعض العودة الى بكارة الأرض وصفاء الحياة البسيطة المفقود وان لم نستطع هذا فلتكن هذه العودة الى الغابات البكر في دواخلنا.”
“تحس بدبيب فرح مرهف وسط نسائم المساء المبتردة الشفيفة ,إذن يظل هناك مكان للروح يظل هناك كل هذا التزاحم على الجميل في مواجهة المبتذل ,على الأعلى صعودا عن الأدنى..إذن يبقى شئ .تقول في نفسك ذلك وتفرح بسحر الفن الذي شرّد أقدامك وجعلك تمتلك قلبك ”
“البؤس ليس بؤس العيش ..إنه بؤس النفوس أولا وقبل كل شئ ”
“ولا أجد شعورا يقارب شعوري في ذلك إلا ما أتصوره عن مشاعر "السندباد البحري" في إحدى حكابات ألف ليلة عندما تحطمت سفينته في عرض البحر و سبح إلى جزيرة رائعة تراءت له، و بعد أن عاش هنيئا بين ربوعها بدأت في التحرك و راحت تغرق، إذ كانت مجرد تكوين عارض على ظهر حوت!الاتحاد السوفيتي كان احتمال لجزيرة إنسانية رائعة، لكنها عارضة، على ظهر حوت من أكاذيب الادعاء، و نقائص أيديولوجيا تزعم الاكتمال، و صغائر نفوس قادة صغار لبلد كبير وعريق، عراقة دوستويفسكي وتشيكوف و تورجينيف و بوكشين و تولستوي وجوركي و بولجاكوف”
“نحن لا نستطيع تخيل الا ماهو موجوداو موجود بطريقة ما غير معروفة وما التخيل الا وسيلة ما للوصول اليه ذلك ما يسمونه ربما بالنموذج المعرفي الاول المطمور في اعمق طبقات النفسوما الفصل القاطع بين المتخيل والمحسوس الا محض غرور تيه فارغ بما نملكه من حواسقد تستقبل الكثير لكنها تعمى عن الأكثر ”