“القهوة تشعر بمزاج الشخص الذي يعدها. هو يعرف ذلك من الرشفة الأولى. يضع الفنجان ويسألها: ما بك؟ يحدق بسحابة البن بعينها. حزن راكد ودمعة داكنة.”
“تبتسم وهي تُعد قهوته كي لا يتسرب حزنها ويتخذ شكل الرغوة على السطح. يدها المرتجفة تفضح الأمر : هذه القطرة المنزلقة من الفنجان ليست سوى دمعة.”
“تقف أمام النافذة في انتظار قهوتها الصباحية كالعادة، نغمات موسيقية حالمة تتطاير من سقف عربتها المفتوح تراقص الخيوط المنبعثة من رائحة القهوة.”
“احتَضِنْ الكتاب الذي يزرع بك الدهشة، دعه ينام على صدرك، تنفس صفحاته، ادخله روحك، ليرافقك بأحلامك.”
“ستنام على أمل نسيانك. بفستان أزرق كالبحر. وشعر مموّج هائج. ودمعة بلون الصّدف. ستنساك.. كسفينة عابرة بلا ملامح.”
“ولأن صمتي أوراق وفوضى. بقع من القهوة على مفارشي التي أحبها. حبر على قمصاني وأصابع يدي. كتب مكدسة بقصاصات ورق كثيرة وأرق… أغار من صمتك.”
“تشعر بارتعاشٍ في صوتها. تعيد الغناء في كل مرة يمر من أمامها : هذا الرجل يتمشى على أحبالها الصوتية !”