“فقدنا قدرتنا كشعوب على الغضب الحقيقي ، الغضب الذي يخيف حكامنا ويردعهم عن الغلط ويدفعهم إلى الإصلاح والتغيير بدلًا من أن يتغيروا ، وهو غضب لو امتلكناه لصرنا أقوياء في نظر أعدائنا دون الحاجة إلى خطابات رنانة ولا تشنج ولا مزايدات ولا كذب على النفس ، وكفى بالكذب على النفس عدوًا مبينا ..”
“طلبتْ مني دار الشروق مشكورة مأجورة أن أكتب نبذة عن نفسي كما جرت العادة، التي يزعم أهل دار الشروق أنها عادة حسنة، وأزعم أنا أنها ليست كذلك.الكذب خيبة، هذا ليس موقفًا مبدئيًّا ضد حق النبذة في الوجود، فالحقيقة ببساطة أنني بعد لأي "لأيت" نفسي عاجزًا بالجملة والقطاعي عن كتابة تلك النبذة المتمنعة، وأنا الذي ما شكوت يومًا بفضل الرب من كتابة نُبَذ الغريب قبل نُبَذ القريب.لذلك وبدلا من إعلان فشلي قررت أن أتمرد على مشيئة دار الشروق فأنبذ فكرة كتابة أي نبذة عن نفسي، ليس غرورًا لا سمح الله ولا ثقة إن شاء الله، بل لسبب بسيط، هو أنك بعون الله لو قرأت قصصي التي تضمها هذه المجموعة ولم تعجبك فلن تجدي أي نبذة في الدنيا في تعويضك عن وقتك الذي ضاع وفلوسك التي راحت، ولن تكون بحاجة إلى مَنْ يقول لك نبذة عن المؤلف، بل إلى من يشد على يدك ويقول لك عَوَضك على الله.أما إذا قرأت قصصي وأعجبتك كما أظن، فأظن عيبًا جدًّا أن تطلب بعد ذلك نبذة عني. وفي الحالتين، حصلتْ لنا البركة.”
“لم يعد يدهشني الظلم ولا الغباء ولا الخوف ولا العناد ولا الجحود ولكن سأبقى دائمًا مندهشًا أمام قدرة الإنسان الفريدة على النسيان. آفة حارتنا.”
“لو كنت أعلم أن حديثه سيؤدي بي إلى هذا البئر السحيق من الهم لما كنت استمعت إليه بتاتا، لما نظرت نحوه أصلا ،لما عبرته على الإطلاق.”
“تذكرت مئات الخطب التي استمعت إليها في حياتي تدعو إلي التشدد والتطرف والتخلف وتركز علي سفاسف الأمور، ولا تتخذ من المسجد منبراً للحرية والعلم والعقل، تذكرت كل ذلك ولم أعد أدري هل أضحك كما كنت أضحك عادة أم أبكي هذه المرة أم أفر من المسجد فرار المكلوم المثقل بالجراح، لكن إلي أين يفر الإنسان وهو في بيت الله الذي أصبح مكتوباً عليه بحكم تعليمات الأمن والوزارة أن يتحول هو الآخر إلي عبد للمأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله.”
“لا تتحدث عن رغبتك فى تغيير الواقع، اعمل على تغييره دون أن تتحدث كثيرا عن رغباتك وعندها فقط سيتغير الواقع.”
“"يقولها الاثنان لكل صاحب معتقد من أبناء هذا الوطن أيا كان معتقده « يا أخى فى الوطن ليس معنى أننى أطالب بحريتك العقيدية وبحقك الكامل فى المواطنة أن تطلب منى أن أعتقد أن عقيدتك على حق، وألا أعتقد أنها على خطأ وألا أعبر عن رأيى هذا بشكل حضارى هادئ بعيدا عن التحريض والغوغائية فى مكان عبادتى أو لأبنائى أو فى دراسة علمية أو فى عمل فنى وأدبى مثلما يحدث فى أى بلد متقدم به أديان متعددة، دون أن يجور ذلك على حق كل مواطن فى المواطنة، بل ينبغى أن يدفعك ذلك إلى أن تتعمق فى فهم دينك ودراسته"، ”