“أَيُها النادل : سأَرحلُ الآن .. و سيأتي بَعدي رَجلٌ أنيق يَرتَدي بدلةً سَوداء و ساعة فَضية سيجلِس على الطاولةِ بمحاذاةِ النافذة يَصمتُ قليلاً .. ثُمَّ يجول بِعينيهِ بحثاً عن سيدةٍ أنيقة ، تَرتدي مِعطفاً خمرياً ! سَوف يَطلبُ كوباً من القَهوة حَضرها لَه جيداً و لا تُكثر من مُكعبات السُكر ! أظن أنَّه سينتظرُ طويلاً ينظُرُ في ساعتهِ تارةً و يكتب الملاحظات في مُفكرتهِ تارةً أُخرى ! و إذا ما لاحظتَ أنه بدأَ يسأَم من فَرط الانتِظار قُل له : أَن السيدة التي يَنتظرها لن تأتِ و أنَ سيداً نبيلاً قدَّم لها الزهور و أخذها بعيداً قل له : أنها تُفضل أن تقرأ كتاباً بدلاً من مجالسةِ هذا الأحمق لذلكَ ستهربُ بعيداً "كما هربت منك ذات مساء" قل له : لقد تركت لكَ قلبها تحت الوسادة و زجاجةَ عطر بين رفوف ذاكرتك لتذكرها كثيراً !”

نبال قندس

Explore This Quote Further

Quote by نبال قندس: “أَيُها النادل : سأَرحلُ الآن .. و سيأتي بَعدي رَجلٌ أني… - Image 1

Similar quotes

“الفتاة التي تسهر كثيراً،تشتكي دوماً من الوحدة و الضجر ، و تكتب في مفكرتها كل مساء عبارات مبهمة لا يقرأها أحد تشبهني كثيراً”


“الرسائل التي نكتبها ذات حنين ، و ننزف على سطورها كل مشاعرنا ، و نغرقها ببحر من العطر و الدموع ، من الجيد أنها لا تصل ! حتى لا يظهر لهم حجم انكسارنا بدونهم !”


“ذات جنون ، أهديتني نجمة ، سميتها باسمي وقدمتها لها على قطعة سماوية .! طبعت على قلبها حروف أسمائنا . . لا زلت أراها كل مساء تبتسم لي من بعيد .. أظن أنها تشتاقنا وتشتاق ذلك المساء ! و أنا مثلها !”


“صُداع فريدٌ من نوعه يقرع طبولهُ في رأسي منذ أيام .. محاولات النوم تَفشل منذ أُسبوع بسبب الصَخب الذي يملأُ أروقة المنزل .. والذاكرة التي لا تكاد تتركني حتى تعود بوجعٍ أكبر من الذي يسبقه .. كل هذا الضجر حولي يجعلني أُحاول كسر حاجز الصمت ما بيني و بيني .. أو حَبس سيل الدموع الذي يفيض كلما قرأت تلك الحروف المُكدسةٍ في صندوق بريدي .. أُحاول إختراع طريقةٍ تأخذني بعيداً عن هذا الوطن ، الذي كلما حاولتُ أن أسرق من حروفه ابتسامةً زرع على شفاهي ألفَ سببٍ للبُكاء … مُتعبة حد اللا وعي .. حد المُوت الذي يتربصُ بأبطال معركة الأمعاء الخاوية الموت الذي يَجعلني أقف بائِسةً في احتقارٍ تام لِكُلِ مَلذات الحياة ! حتى أنيّ في الآونةِ الأخيرة ، ما عُدتُ أشبهني كثيراً .. لستُ وحدي ، كثيرةٌ هي الأشياء التي باتت مُختلفة جداً عما كانت عليه .. بدأً من كُتبي و غرفتي الوردية و انتهاءاً بهذا الوطن الكبير حد الضيق و الاختناق ! **** أبصر من خلف النافذة لوحةً للربيع الذي لم يلبث في حيِّنا أكثر من المسافةِ الفاصلةِ بين البرق و الرعد ! و طيوراً فَقدت في ازدحام الحياة كثيراً من بهجتها .. و مبانٍ تشكو بضجر من حرارة هذا الصيف الذي أتانا على عجل ! و أُغنية قديمة تثيرُ في نفسي الشجن !”


“يومان ما قبل عامي الجديد . . أتممت سلسلة تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها في حق الآخرين بعضهم غفر ، و البعض الآخر رحلت مراكبهم بلا عودة . . إلى حيث اللا مكان .. !أن مايو لا يبدو أفضل من إبريل .. بكثير لم يترك على بابي زهرة وردية ولا حتى ذكرى جميلة . . يبدو بعض الرحيل لا يغتفر ..! بعض الصمت موجع .. بعض السهر مقلق .. بعض الصبر قاتل ..! في هذه الساعة المتأخرة من الذكرى و بعد أن ختمت الحلقة الأخيرة من السلسلة .. و على عتبات كتاب و اختبار يرفضني و أرفضه و ليل لا يساعد أبدا على المذاكرة أظنني قد احتضن الوسادة و أبكي ..!”


“علمتني الحياة ..أن أَضع الملح على الجرح واصمت ..أن أكتم غيظي و ألمي ..و ألَّا أُزعج الآخرين ببوحي ،وشكواي و تذمري فكلٌ له همٌ يثقل عليه حمله !علمتني الحياة ..أن بعضَ من حولي ينتظر سقوطي ليرقص على حطامي و ليبنيَّ نفسهُ من ركامي !علمتني الحياة ..أن لا حنان كـحنانِ أَبي ولا دفءَ كـأحُضان أَمي ولا حب كحب إِخوتي علمتني الحياة ..أن النجاح لا يأتينا على " كفوف الراحة "وأن من " جَدَ وجد "و أن مستقبلي هو حصيلة ما استثمرته في نفسي !علمتني الحياة ..أن أستمع أكثر مما أتكلم فقد تكون إحدى كلماتي كمقصلةٍ على عنقي !علمتني الحياة ..أن توفيقي على الله و رزقي من الله و أن الصلاة سبيلي وراحتي .علمتني الحياة ..أن أخجل من الله إذا نادى المنادي للصلاة و صدح بصوته - الصلاة خيرٌ من النوم - فَبِّتُ أُعجِّلُ تلبيه النداء حُباً بالله علمتني الحياة ..أن لا وطن كوطني و لا أرض كأرضي وأن لا ششيء في الكون يعدل فلسطين أمي علمتني الحياة ..أن العبرة في جوهر الإنسان لا في مظهره و أن كثيراً من الخرفان تسكنها الذئاب !علمتني الحياة ..أن الكتاب صديقي و رفيقي الذي لا يُمكن أن يضمر لي السوء وأنه الوحيد الذي يسعي لنجاحي وتقدمي !”