“أَيُها النادل : سأَرحلُ الآن .. و سيأتي بَعدي رَجلٌ أنيق يَرتَدي بدلةً سَوداء و ساعة فَضية سيجلِس على الطاولةِ بمحاذاةِ النافذة يَصمتُ قليلاً .. ثُمَّ يجول بِعينيهِ بحثاً عن سيدةٍ أنيقة ، تَرتدي مِعطفاً خمرياً ! سَوف يَطلبُ كوباً من القَهوة حَضرها لَه جيداً و لا تُكثر من مُكعبات السُكر ! أظن أنَّه سينتظرُ طويلاً ينظُرُ في ساعتهِ تارةً و يكتب الملاحظات في مُفكرتهِ تارةً أُخرى ! و إذا ما لاحظتَ أنه بدأَ يسأَم من فَرط الانتِظار قُل له : أَن السيدة التي يَنتظرها لن تأتِ و أنَ سيداً نبيلاً قدَّم لها الزهور و أخذها بعيداً قل له : أنها تُفضل أن تقرأ كتاباً بدلاً من مجالسةِ هذا الأحمق لذلكَ ستهربُ بعيداً "كما هربت منك ذات مساء" قل له : لقد تركت لكَ قلبها تحت الوسادة و زجاجةَ عطر بين رفوف ذاكرتك لتذكرها كثيراً !”

نبال قندس

نبال قندس - “أَيُها النادل : سأَرحلُ الآن .. و سيأتي...” 1

Similar quotes

“و هناك أمر آخر كنت من دعاته و الناس جميعا في عمى عنه و بعد عن تعلقه و لكنه هو الركن الذي تقوم عليه حياتهم الاجتماعية، و ما أصابهم الوهن و الضعف و الذل إلا بخلو مجتمعهم منه ، و ذلك هو : التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب ، و ما للشعب من حق العدالة على الحكومة ... أن الحاكم و إن وجبت طاعته فهو من البشر الذين يخطئون و تغلبهم شهواتهم ، و أنه لا يرده عن خطأه و لا يوقف طغيان شهوته إلا نصح الأمة له بالقول و الفعل. جهرنا بهذا القول و الاستبداد في عنفوانه ، و الظلم قابض على صولجانه ، و يد الظالم من حديد ، و الناس كلهم عبيد له أي عبيد”

محمد عبده
Read more

“فما يخدع الطغاة شئ ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، و ما الطاغية إلا فرد لا يملك فى الحقيقة قوة و لا سلطانا ، و إنما همى الجماهير الغافلة الغافلة الذلول، تمطى له ظهرها فيركب ، و تمد له أعناقها فيجر ، و تحنى له رؤوسها فيستعلى ، و تتنازل له عن حقها فى العزة و الكرامة فيطغى ، و الجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، و خائفة من جهة أخرى ، و هذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ؛ فالطاغية - و هو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف و الملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها و كرامتها و عزتها و حريتها”

سيد قطب
Read more

“يقول الإمام الشافعي: "يايونس، إذا بلغ لك عن صديق ماتكرهه، فإياك أن تبادره بالعداوة فتكون ممن أزاد يقينه بشك، و لكن إلقه و قل له بلغني عنك كذا و كذا، و إياك أن تسمي له المُبَلِّغ، فإن أنكر و قال لم أقل فقل له أنت صادق، و لا تزيدن على نفسك في ذلك شيء، و إن اعترف لك بما فعل و رأيت أن له عذرًا فاقبل منه، و إن لم تر له عذرًا، فقل ماذا أردت بما بلغني عنك فإن ذكر عذرًا فاقبل منه و إن لم تر له أي عذر و ضاق عليك المسلك و أثبتها عليه سيئة، فقل لنفسك و كم فعل من خير في الماضي - و زن الناس بحسناتهم وليس بموقفهم منك - فإن لم تجد له حسنات فاعفو فإن لم تقبل أن تعفو فكافئه بسيئته و ليس أكثر من ذلك فتظلمه”

عمرو خالد
Read more

“لا عجب في أن يغدو الماضي جميلا فهو ذاهب لا أوبة له و لا مرد و لا اتصال له بالزمن السائر من بعد فنحن نتمثل غيبته و نأمن جانبه و لذلك نستشعر له عاطفة من الإعزاز و التكريم و نجد له في أعماق نفوسنا نوازع الحنين”

محمود تيمور
Read more

“( أنا ربكم الأعلى ) . .قالها الطاغية مخدوعا بغفلة جماهيره ، و إذعانها و انقيادها . فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها ..!و ما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا ، إنما هي الجماهير الغافلة الذلول ، تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد له أعناقها فيجر ! وتحني له رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة و الكرامة فيطغى !والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة و خائفة من جهة أخرى ، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف و الملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها و كرامتها و عزتها و حريتها .وكل فرد من الجماهير هو كفء للطاغية من ناحية القوة و لكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئا ! و ما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبدا . و ما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تعرف ربها و تؤمن به و تأبى أن تتعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضرا ولا رشدا !فأما فرعون فوجد في قومه من الغفلة ومن الذلة و من خواء القلب من الإيمان ، ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة : ( أنا ربكم الأعلى ). . و ما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة , تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء . وإن يسلبه الذباب شيئا لا يستنقذ من الذباب شيئا !”

سيد قطب
Read more