“كان صمت رهيب يحتوي هند التي كانت تجلس في غرفتها وحيدة بلا حراك يذكر، شاردة البال، عيناها مثبتتان على لوحة معلقة على الحائط تملكها منذ أن كانت صغيرة، ورغم ثبات عينيها على هذه اللوحة في هذه اللحظة إلا أنها لم تكن تراها؛ فهي في عالم آخر تماماً، كل شئ سار بسرعة.. وهرب أيضاً بسرعة.. وانتهى في لحظة واحدة، لم تكن تدري في لحظاتها هذه إن كانت بالفعل تعيش واقعاً أليماً أم أن الواقع الأليم هو من يعيشها على مر حياتها التي تراها مريرة للغاية، ولكن الحقيقة التي طالما هربت منها هي أنها من تختار ذلك الواقع الأليم دوماً لتعيشه بملء إرادتها حتى أدمنته، فأصبح جزءاً تعيش له وتشكو منه في الوقت نفسه.”