“من لم ينشأ على أن يحب لغة قومه، استخف بتراث أمته، و استهان بخصائص قوميته. و من لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسمت حياته بتبلد الشعور و انحلال الشخصية، و القعود عن العمل، و أصبح ديدنه التهاون و السطحية في سائر أموره.”
“إن شئت أن تعلم قيمة الذوق في الفرد فجرده من الطرب بالموسيقى و الغناء و جرده من الإستمتاع بمناظر الطبيعية و جمال الأزهار و جرده من أن يهتز للشعر الجميل و الأدب الرفيع و الصور الرائعة و جرده من الحب في جميع أشكاله و معانيه ثم انظر بعد ذلك ماذا عسى أن يكون و ماذا عسى أن تكون حياته”
“إن شئت أن تعرف قيمة الذوق في الأمة فجردها من دور فنونها و جردها من حدائقها و بساتينها و جردها من مساجدها الجميلة الجليلة و كنائسها الفخمة و عمائرها الضخمة و جردها من نظافة شوارعها و تنظيم متاحفها ثم انظر بعد ذلك في قيمتها و فيم يميزها عن غيرها من الأمم المتوحشة و الأمم البدائية”
“إن الناس يعدون الحواس خمسا و لكني أعتقد أن هناك في كل إنسان حاسة سادسة هي حاسة الدين ... من فقدها فقد عنصرا هاما من عناصره و ركنا عظيما من أركان حياته ‘ و لذلك هدأ المؤمن و اضطرب الملحد”
“و من قال إن الطالب يستطيع أن يصل بالبحث إلي غايته؟ نحن نعيش العمر كله طلاب علم, كادحين إلي ما نستشرف له في كل خطوة من جديد الآفاق و الغايات. و ما من بحث يمكن أن يقول الكلمة الأخيرة في موضوعه. و جهد طالب العلم لا يقاس بمدي ما قطع من أشواط, و إنما يقاس بسلامة اتجاهه , و لو لم يقطع سوي خطوة واحدة علي الطريق الطويل الممتد إلي غير نهاية و لا مدي.”
“إن الأمة لا يستقيم أثرها إلا إذا تعادل في أبنائها الشعور بالحقوق و الواجبات معا و لم يطغ أحدهما على الآخر”
“الحرب في أكثر الأمم تعد مبعثا لفساد الخلق و خراب الذمم و هي في الأمم الضعيفة أشد فتكا و أسوأ أثرا . و واجب المصلحين بعد الحروب أن ينشلوا الأمة من وهدتها و ينقذوها من ورطتها”