“ليس هناك كنوز عظيمة تعيش فوق سطح البحر, تختار كنوز المعاني أن تختبئ مع لآلئ القاع تحت أعماق من المياه و الصخور و المخاطر و الضغط و المعاناة,و ليس أمام من يريد اكتشاف الآلئ إلا الغوص نحو القاع, و لابد لمن يريد الحقيقة أن يترك سطح البهجة الأزرق اللامع, و يمضي وراء الخوف حتي يحدق فيه دون خوف.”
“ليس هناك أقسى من مجد تستعيد ذكرياته و أنت في القاع”
“حـمى رب البيت بيته لحكمة عليـــا .. لم تكن هذه الحماية تكريما لمن يعيش في البيت وقتذاك .. و لا كانت استجابة لدعاء الوثنيين و عباد الأصنام الذين يملأوون ساحاته .. كان سبحانه و تعالى يريد بهذا البيت أمرا .. يريد أن يحفظه ليكون مثابة للناس وأمنا .. ليكون نقطة تجمع للعقيدة الجديدة تزحف منه حرة طليقة نحو أرض حرة آمنة .. لا يهيمن عليها أحد من الخارج .. و لا يسيطر عليها من يحاصر الدعوة .. ذلك ان هناك في بيت من بيوت مكة .. جنين لم يولد بعد .. أمه تحمل اسم آمنة بنت وهب .. و أبوه عبد الله من سادات العرب .. و الطفل لم يولد بعد .. و لم يكلف بعد بالنبوة .. و لم يحمل الاسلام ثقيلا على كاهله و رحمة للعالمين .. ثم يجيء أبرهة يريد أن يهدم هذا كله .. دون أن يعرف هذا كله .. إن مأساة أبرهة - برغم ظلمه - أنه حاول اعتراض المشيئة الإلهية .. فسحقته المشيئة الالهية بمعجزة صامتة و خاطفة”
“الجريمة نسبية حتى لو كان الفعل واحدا تأمل فعل من يتسلق مواسير المياه, و من يتسلق جبال الألب , أنتم تسجنون من يتسلق مواسير المياه و تكرمون من يتسلق جبال الألب , الفعل واحد و لكن اختلاف النية يجعل الفعل لصوصية في ساعة و يجعله بطولة في حالة أخرى.”
“سافرت إلي الأسكندرية يومين فاكتشفت هناك أن الشيخوخة هي زيادة الوزن الروحي للإنسان و عندما يزيد وزن الإنسان الروحي تثقل حركته ويزيد صمته و يتحول إلي شجرة و الأشجار لا تستحم في البحر”
“ما يعذب إنسانا قد لا يكون كافيا لتعذيب إنسان آخر, و النار التي تشتعل حولنا قد تحرقنا فنموت, و بذلك يتوقف العذاب, غير أن هناك نارا تشتعل داخلنا فلا نموت, تحرقنا و نحن أحياء, تقوضنا من الداخل و تنتشر يوما بعد يوم و نحن نعيش, تأكل الجلد الذي يموت و تجدد الخلايا, أي شئ أرهب من هذه النار, أسير في حدائق الندم, انفتحت أمامي كل أسوارها فجأة.”
“و ليست حياة الإنسان سوى رحلة قطار يمضي مسرعاًبأيام العمر و المشاهد و التجارب و المشاعر ثم يهدىء القطار منسرعته و يقف..و ينزل الإنسان تاركا كل ما بناه و أسسه و طعمه و شربه و ارتداه،لا يأخذ معه الى المكان الجديد غير لباس التقوى و لحظات خشوع الصلاة، و الخير الانساني الذي قام به مستهدفا وجه الله ..”