“لقد أدركت أن العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة أشد ميلا بحكم ثقافته إلى العبارات المثيرة للوجدان، منه إلى العبارة المستندة إلى عقل،و أدركت فوق هذا وذلك أن في مقدمة الإصلاح أن نربي الأجيال الجديدة على وقفة يفرق لنفسه فيها بين ما هو عام فيحيله إلى العقل وادواته وما هو خاص فلا بأس عندئذ في الركو إلى لغة الشعور.”
“معنى الحرية الدينية ليس بالضرورة أن أخرج على ما يعتقده الناس ، بل معناه أن أعرف هذا الذي أتبعه من عقيدة، أن أعرفه بالتفصيل حتى لا أستند إلى أحد في شرحه لي.”
“اللغة فى تراثنا أقرب إلى الأشكال الهندسية تكفى نفسها بنفسها , و منها إلى مسائل الجبر و الحساب , و يوصل فيها إلى حلول . ماذا تبغي من زخرف هندسي ركبت فيه مثلثات و دوائر إلا أن تنظر اليه و تنعم النظر؟ لكنك لا تكتفي بمجرد النظر إلي رموز الجبر و أرقام الحساب , بل تسارع إلى سؤال حيالها: ماذا يراد بها؟ ووقفتك من الزخارف الهندسية هى وقفة العربى من بناءات الكلام”
“أننا نريد مزيداً من حفظ القرآن لا لمحاربة الحضارة الأوروبية الجديدة ، ولكن لمزيد من المشاركة المنتجة في الحياة الجديدة وبناء الحضارة الإنسانية بصفة عامة.”
“إن المراحل التاريخية التي ينعم بها الإنسان بالاستقرار ... هي تلك التي بحدث فيها توافق بين المكتوب من جهة والواقع من جهة أخرى. لكن المراحل المطمئنة بهذا التوافق لا تمتد إلى أخر الدهر.. فتحدث فجوة بين الوارد في الكتب والأمر الواقع.. فإما أن نعدل من المكتوب بمكتوب جديد يلائم الواقع الجديد - وتلك هي سنة التقدم - وإما أن نحاول ارجاع الواقع الجديد إلى الوراء ليعود ملاءمته القديمة مع ماهو مسطور في الكتب، وهي محاولة إذا نجحت كان نجاحها هو نفسه موت الأمة التي نجحت فيه.”
“والتطرف في الفكر والعقائد ، ما هو؟ هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدةبل تلزمه إلزاما - بالحديد و النار أحيانا- أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد.”
“إن الفاعلية الفلسفية هي في صميمها حفر تحت أرض الواقع الفكري ، لعلنا نصل إلى الجذور الدفينة ، التي عنهاانبثق ذلك الواقع ، و ليست الفاعلية الفلسفية هي أن يقبع الفيلسوف في عقر داره ، يعتصر الأفكار من ذهنه اعتصاراً مبتور الصلة بما هو كائن”