“من أين داهمه الحنين و أتته غرناطة كالعذاب تفرفط حلاوة الروح فيه كطائر ذبيح و هو يمشي كالبشر على قدمين... " ـ ”
“فبكى كليب <ابن ربيعة> و تفكر و هو يتأمل على ما أصابه و يتحسر حتى العبد دمعت عيناه و رثى لحاله... ثم تنفس كليب الصعداء و هو مطروح و جعل يقول من حلاوة الروح: أين الأحباب أين الأعوان و الحجاب أين جندي و دولتي أين ملكي و صولتي؟ تباً لحكم مصيره الزوال فيا ويل الذين يتجبرون على الإله المتعال.”
“أين هو من حامل اللواء في مظاهرة بولاق, أو مذبحة بولاق كما غدت تسمى, الذي استشهد و يداه قابضتان على اللواء و قدماه ثابتتان في الطليعة و حنجرته تهتف بالثبات؟؟أين هو من أقران ذلك الشهيد الذين تبادروا إلى اللواء ليرفعوه فسقطوا فوقه و قد تقلدت صدورهم نياشين الرصاص؟!أين هو من ذلك الشهيد الذي انتزع المدفع الرشاش من أيدي الجنود في الأزهر؟!أين هو من هؤلاء جميعاً و غيرهم ممن تطير الأنباءبآي بطولتهم و استشهادهم؟!"~بين القصرين~”
“إنّ الروح لا تخلو من المادّيّة والمادّة تعرف لحظات الوجد الروحيّ , و لقد تسمو الحواسّ و تصو , و لقد يظلم العقل و يكفهرّ !!وهل منّا من يعلم أين تنتهي نوازع الجسد و تبتدئ نوازع الروح ؟!! ”
“جدران ذاكرتي تنزف ،عقلي النزق ما عاد يحتمل ،بنايات في قلبي تنهار ،سفن تغرق ، و رصيف لا يزوره أحد ،لا أعلم هل هو المطر من يثير فينا كل هذا الحنين أم أن الحنين هو من يستدعي المطر !ـ”
“قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين؟"..و هو سؤال المزعزع العقيدة، الذي لا يطمئن إلى ما هو عليه، لأنه لم يتدبره و لم يتحقق منه. و لكنه كذلك معطل الفكر و الروح بتأثير الوهم و التقليد. فهو لا يدري أي الأقوال حق. و العبادة تقوم على اليقين لا على الوهم المزعزع الذي لا يستند إلى دليل! و هذا هو التيه الذي يخبط فيه من لا يدينون بعقيدة التوحيد الناصعة الواضحة المستقيمة في العقل و الضمير.”