“من يُحصي أيامه، كمن يُحصي نبضات قلبه. ومن يتحسّر على زمن جماله، كمن يقود سيّارته ملتفتاً إلى الخلف. وإنّ أجمل ما في العالم يتدمّر ويتلاشى.”
“صباح الخير أيها النهاريون..صباح الخير يا طنجة المنغرسة في زمن زئبقي..هاأنذا أعود لأجوس كالسائر نائماً عبر الأزقة والذكريات، عبر ما خططته عن حياتي الماضية الحاضرة، كلمات واستلهامات الندوب لا يلهمها القول، أين عمري من هذا النسَج الكلامي؟ لكن عبير الأماسي والليالي المكتظة بالتوجّس واندفاع المغامرة يتسلل إلى داخلي لكي يعيد رماد الجمرات غُلالة شفافة آسرةً، لقد علمتني الحياة أن أنتظر أن أعيَ لعبة الزمن بدون أن أتنازل عن عمق ما استحصدته، قل كلمتك قبل أن تموت فإنها ستعرف حتماً طريقها, لا يهم ما ستؤول إليه, الأهم هو أن تُشعل عاطفة أو حزناً أو نزوة غافية، أن تشعل لهيباً في المناطق اليباب الموات، فيا أيها الليليون والنهاريون.. أيها المتشائمون والمتفائلون.. أيها المتمردون.. أيها المراهقون.. أيها العقلاء لا تنسوا.. لا تنسوا أن لعبة الزمن أقوى منا، لعبة مميتة، لا يمكن أن نواجهها إلا بأن نعيش الموت السابق لموتنا بإماتتنا أن نرقص على حبال المخاطرة نشداناً للحياة،أقول: يخرج الحي من الميت،يخرج الحي من النتن والمتحلل،يخرجه من المثخن والمنهار،يخرجه من بطون الجائعين ومن صلب المتعيّشين على الخبز الحاف.”
“مزاج المرأة صعب الفهم، حين يعتقد الواحد في امرأة أنها ستسبب له مصيبة إذا بها تُنقذه. حين يعتقد أنها ستنقذه ربما تقوده إلى مصيبة، الإنقاذ والهلاك متوقفان على مزاجها”
“ربما أجمل العيش وهمه”
“حتى لو امتلك العرب كل أسلحة العالم وسيطروا على كل ثرواته, وضمنوا كل أصواته وقراراته, فلن يعرفوا طعم النصر .وسيظل الوطن العربي يشعر بنخزة في خاصرته وغصة في حلقه, وبالشلل في أطرافه ما لم يرتفع صوت الوحدة من المحيط إلى الخليج فوق أي صوت آخر, ووحدة الجذور قبل وحدة الأغصان .وبدونه سيظل العرب سخرية العالم كمن يلعب كرة القدم بيديه وكرة السلة بقدميه .”
“أحسست بوحشة قاسية.. إن العالم الصغير الذي كوّنته خارج المعهد قد تزلزل ! التفاحةُ قُضِمت .. البرتقالة انشطرت .. ورحيق التوت سال على الشفتين .. و بُعدٌ حلو، بدأيكوِّن الحنين.”
“أقول: يُخرج الحي من الميت.يُخرج الحيّ من النتن و من المتحلِّل, يُخرجه من المتخم و من المنهـار.. يُخرجه من بطون الجائعيـن و من صُلب المتعيّشين على الخبز الحـافي.”