“كانت تقول جدتي :كلما كثر أصدقائك زادت حاجتك لنفسكولكنها لم تقل : حينما يتهاوى أصدقائك تقل رغبتك في صوتك!”
“كانت تقول جدتي : علق قلبك في جدار ظهرك ؛ سيأتيك الحب من خلفك !”
“مستوى الصوت يفجع قلبي حينما يرتفع, وحين يزداد في التصاعد يكاد قلبي أن ينفجر *”
“سخيفة هذه الحياة عندما تتخذ منك ذاكرة سماعيّة ثم تنسى كيف هو طعم صوتك !”
“ضائع أنا ، وأشعر أنني كلما توضأت لصلاة الوطن ، تذكرت أن قبلتي السفر ،استغفرت خطيئتي ورحلت”
“فات وقت اللقاء, وتبدل وجهي , صار صوتي خَجِلًا يدسّ في بحته حكايا الصغار , لنلعب و نرسم مدينة فارغة من الاصدقاء, فأسرارنا لم تعد قابلة للتداول مع الغرباء. هذه الحياة جميلة بلا اصدقاء.”
“اليوم كانت تمطر بالمناسبة - لعلكِ تتذكرين لحظة وصفت نفسي بالرجل الذي يخيط الغيمات - لاينتابني ذرة شك في أن ذاكرتك جيدة بالنسبة لتفاصيلي على أقل تقدير ، تحذير يأتي كتبرير صغير .. أنا مؤخرًا أتشعب كثيرًا - يوم كان النبض مركز كانت الصلوات الخاشعة ، ولكن الآن فقد حبي بوصلته ، وخفت نور كان يلف هالتي كسور من يقين ، هوت حصوني وانكشف جرحي لسهام شفقتهم - ملعون هذا الوجع كما تعلمين !اليوم كانت تمطر برتابة وكأن الغيم يمارس واجبه ويتخلى عن هوسه بعناق الأرض - أتشعرين أن كل الأشياء تغرق في الملل حين تتأخر عن موعدها ؟ أنا أشعر - توقف المطر .. و أصبعي زجاج سيارتي تواصل طرد بقايا البلل دون توقف ، تستفزني لتخبرني أن كل شيء حولي يعاني من البلادة ، وكأن منظومة الحياة الراقصة على أغنية حضورك فيما سبق ، رحيلك الذي كان فيما بعد سلب الكلمات صوتها فامتهنت الصمت !”