“قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته. ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفة من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين. أحدهما: أن المواعظ كالسياط والسياط لا تؤلم بعد انقضائها، وإيلامها وقت وقوعها. والثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة قد تخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا وأنصت بحضور قلبه فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها وكيف يصح أن يكون كما كان!. وهذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر. ـ فمنهم من يعزم بلا تردد ويمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة!. ـ ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً فهم كالسنبلة تميلها الرياح!. ـ وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كما دحرجته على صفوان.”
“ويحك!! إنما يكون الجهاد بين الأمثال، و لذلك مُنٍع من قتل النساء و الصبيان، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها؟! أما علمت أن شهواتها جيفٌ ملقاة؟! أفيحسن ببازي الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة؟!”
“يتساءل بريتون عما إذا لم تكن حالة الحلم هي الأكثر قرباً إلى الفكر الأصلي, وإلى طبيعة الإنسان العميقة. ولماذا, إذن, لا نعطي للحلم ما نرفض أحياناً أن نضفيه على الواقع, أعني بعد اليقين؟ ولماذا لا ننتظر من الحلم أكثر مما ننتظر من الوعي؟ ثم ألا يمكن أن يفيد الحلم, هو أيضاً في حل مشكلات الحياة الأساسية؟ ومقابل هذه القيمة أو هذه الأهمية التي يمثلها الحلم, تبدو حالة اليقظة أنها ليست إلا عائقاً محضاً. فاليقظة في هذا السياق هي حالة غياب عن الحقيقة, أو أن حقائقها جزئية وهامشية, بعيدة عن المركز الحي الخلاق للفكر.”
“- لماذا علينا أن نصغي إلى قلوبنا ؟ - لأنه حيث يكون قلبك يكون كنزك. - قلبي خائن ـ قال الشاب للخيميائي ـ إنه لا يريد لي أن أتابع طريقي. أجاب الخيميائي: - هذا جيّد، فهذا برهان على أن قلبك يحيا، وإنه لشيء طبيعي أن تخاف مبادلة كل مانجحت في الحصول عليه من قبل مقابل حلم. - إذن لماذا عليّ أن أصغي إلى قلبي؟ - لأنك لن تتوصل أبداً إلى إسكاته، حتى لو تظاهرت بعدم سماع ما يقوله لك، سيبقى هنا في صدرك، ولن ينقطع عن ترديد مايفكّر به حول الحياة والكون. - حتى وهو خائن. - الخيانة هي الضربة التي لاتتوقعها، وإن كنتَ تعرف قلبك جيّداً، فإنه لن يستطيع مباغتتك على حين غرّة، لأنك ستعرف أحلامه، ورغباته وستعرف كيف تتحسب لها، لا أحد يستطيع التنكّر لقلبه، ولهذا يكون من الأفضل سماع مايقول كي لايوجه لك ضربة لم تكن تتوقعها أبداً”
“أحياناً قد يكون أقرب الناس إلينا هو من يدفعنا إلى طريق الفشل دون أن يقصد ذلك فعلاً ! .”
“من أهم ما يجب أن يتغير في نفوسنا .ذلك التطرف في العقيدة تطرفاً لا يسمح لصاحبه برؤية ما قد يكون عند أصحاب الاتجاهات الأخرى من حق”
“الطبيعة لم تنتقل من جنس إلى جنس إلا بتوسط ، كما تجد ذلك في كل أجناس الجواهر الموجودات ، فإن في الموجودات موجوداً وسطاً بين الجمادات والنبات، لا يقدر الإنسان أن يحكم عليه هل هو نبات أو جماد . وكذلك بين جنس الحيوان وجنس النبات شئ هو وسط ، يأخذ من كل بقسط . وإذا كان ذلك ، فقد يجب ضرورة أن يكون في الإنسان معنى هو في تلك السرمدية ، فيكون به سرمدياً ، ويكون فيه معنى يشبه الكائنة الفاسدة . فيكون به كائناً فاسداً .”