“اللغة فى تراثنا أقرب إلى الأشكال الهندسية تكفى نفسها بنفسها , و منها إلى مسائل الجبر و الحساب , و يوصل فيها إلى حلول . ماذا تبغي من زخرف هندسي ركبت فيه مثلثات و دوائر إلا أن تنظر اليه و تنعم النظر؟ لكنك لا تكتفي بمجرد النظر إلي رموز الجبر و أرقام الحساب , بل تسارع إلى سؤال حيالها: ماذا يراد بها؟ ووقفتك من الزخارف الهندسية هى وقفة العربى من بناءات الكلام”
“و احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب و آلاف الليالي من الخلوة و التأمل و الحوار مع النفس و إعادة النظر قم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة من الله و الإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين .”
“ما يزعجنى حقاً، هو رابطة صناع الطغاة، ممن يظن الناس أنهم أصحاب فكر و رأى، و هم لا يملكون إلا موهبة واحدة هى القدرة على تحويل الزعماء و القادة من بشر يمكن مناقشتهم إلى آلهة لا يحسُن التفكير فى نقدهم، فهم معصومون من الخطأ، و مُحصنون -أحياء و أمواتاً- ضد الحساب، و ما علينا نحن الذين ابتلانا الله بأحكامهم، إلا أن (نطبل) لهم و هم أحياء، و نحرق البخور لذكراهم بعد أن ينتقلوا إلى رحاب الله، و ننتقل للتطبيل لخلفائهم، ليتحولوا من بشر يحكمون، إلى آلهة معصومين و بهذا نظل نحن المصريين -بل العرب- عبيد احسانات من يحكموننا و أسرى قداسة من سقونا المر كؤوساً و أباريق!”
“الإسلام أمة و رسالة , أما الرسالة فهى الهدى الإلهى الذى يخط لنا الصراط المستقيم , و يدعونا إلى السير فيه . و أما الأمة فهى الجماعة التى تنقل التوجيه الإلهى من ميدان النظر إلى ميدان التطبيق , أى تفهم الوحى و تنفذه و تدعو الاّخرين إلى اعتناقه . و المفروض أن تكون الأمة صورة حسنة لرسالتها , صورة لا تفاوت فيها و لا تشويه .”
“"الهرب هو نوع من ((الخروج)) أو الانطلاق إلى أى مكان آخر .. فساكن المدينه يهرب إلى الريف , و ساكن الريف يهرب الى المدينه , و الجميع يهربون إلى البحر ... و يهربون من الحاضر إلى الماضى و إلى المستقبل .. و من الأرض إلى الكواكب أخرى ... و من الواقع إلى الخيال ... و من قوانين العلم إلى تهاويل الفن .. و من العقل إلى الذوق .. و من كل شئ إلى السحر و السر و الدين .. إلى الأدب و الموسيقى و الفن و الفلسفه ..”
“و تتصل الحياة الدنيا بالحياة الآخرة. و نرى الموت نقلة من عالم الفناء إلى عالم البقاء. و خطوة يخلص بها المؤمن من ضيق الأرض إلى سعة الجنة. و من تطاول الباطل إلى طمأنينة الحق. و من تهديد البغي إلى سلام النعيم. و من ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين.”