“ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﻧﻤﺖ ﻭﻏﺎﺭﺕ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ٬ ﻭﺗﻔﺮﻋﺖ ﺃﺷﻮﺍﻛﻬﺎ ﺷﻠﺖ ﺯﻫﺮﺍﺕ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻐﺾ٬ ﻭﺃﺫﻭﺍﺕ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻥ ﻭﺳﻼﻡ . ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻰ ﺃﺩﺍء ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﺧﻴﺮ٬ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺼﻤﺔ . ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻄﻴﺶ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﺑﺄﻟﺒﺎﺏ ﺫﻭﻳﻬﺎ٬ ﻓﺘﺘﺪﻟﻰ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺴﻘﻄﺔ ﻟﻠﻤﺮﻭءﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻟﻠﻌﻨﺔ٬ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺩﺍﻛﻨﺔ٬ ﻓﻬﻰ ﺗﻌﻤﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ٬ ﻭﺗﻀﺨﻢ ﺍﻟﺮﺫﺍﻳﻞ. ﻭﻗﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺨﻄﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺤﺎﺫﺭ ﻭﻗﻮﻋﻪ ٬ ﻭﻳﺮﻯ ﻣﻨﻌﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ! ﻗﺎﻝ؟ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ٬ ﻓﺈﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻟﻘﺔ٬ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ٬ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ“ . ﺭﺑﻤﺎ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻋﺎﺑﺪ ﺻﻨﻢ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ـ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻮﺍء ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺮﺍﺩﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﻟﻚ ـ ﻟﻦ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻋﺪﺓ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻪ٬ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻬﻞ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﺠﻬﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﻨﻰ ﺍﻟﻤﺨﺮّﻑ٬ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﺎﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺈﻳﻘﺎﺩ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ . ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﺍﺳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺮﺅﻳﺘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺤﺮﻕ ﺣﺎﺿﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ٬ ﻭﺗﻠﺘﻬﻢ ﻋﻼﺋﻘﻬﻢ ﻭﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﻓﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ٬ ﻭﻟﻜﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺶ ﺑﻴﻨﻬﻢ ” . ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻓﺘﻨﺎﻓﺮ ﻭﺩﻫﺎ٬ ﻭﺍﻧﻜﺴﺮﺕ ﺯﺟﺎﺟﺘﻬﺎ ﺍﺭﺗﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺩ٬ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﻭﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ . ﻭﻗﺪ ﺗﻴﻘﻆ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﺒﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺠﻔﺎء٬ ﻓﻼﺣﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ٬ ﻗﺒﻞﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﺤﻞ ﻭﺗﺴﺘﺤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻓﺎﺟﺮﺓ٬ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻰ ﺃﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﻭﺃﻓﻬﺎﻣﻬﻢ٬ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎءﻫﻢ ﻓﻰ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺪ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﻪ ﺿﻴﻖ ﻭﺍﻧﺤﺮﺍﻑ٬ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺪﺍﻡ ﻭﺗﺒﺎﻋﺪ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺷﺮﻉ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻮﺍﺩﻯ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﻻء ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ٬ ﻓﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑُﺮ.”