“ان النص البياني عامة هو ((ثقوب)) تتسرب منها واليها الدلالات ، بحيث تصبح اللفظة ((موسوعة)) تسع جميع التحديدات ، وضوءاً يمد أشعته نحو كل العلاقات الممكنة ،ورمزاً يحيل إلى تاريخ وذوات . لذا فان التأويل ، تأويل النص ، لن يفعل سوى أن يغلب دلالة على أخرى وان يفاضل بين معنى وآخر ، بحيث لا نجد فيه ، في نهاية المطاف ، سوى امكاناتنا . وبهذه المثابة ، لن ينتج التأويل سوى التعدد والاختلاف ، اختلاف الذوات والأزمنة والخطابات .”
“واذا كان النص امكاناً لا ينضب ... فاننا قد لا نجد فيه سوى امكاناتنا ، سوى ما يتكشف عنه عقلنا وفكرنا . فالإنسان لا يعرف من الحق سوى ماتعطيه نفسه على حد تعبير ابن عربي”
“إنه من الدلالة بمكان ان يهاجم افلاطون الشعراء ويقصيهم من جمهوريته . فالشعر ليس حقيقة ، وإنما محاكاة . بل هو محاكاة للمحاكاه ، أي مجاز . والمجاز بقدر ما يبعدنا عن الحقيقة يخلق المجال للتعدد والاختلاف . ومنطق التعدد هو مضاد لمنطق الدولة .”
“فهذا النّص الثاني( التأويل القرآني السائد ) يؤول الحداثة على أنها خروج على النص الأول ( القرآن والسنة ) ، بينما هي في الحقيقة خروج على النص الثاني نفسه ، بحيث تجعل منه نصاً لايُلزم أحداً ، اليوم ، وتحاول أن تقرأ النص الأول قراءتها الخاصة ، وتؤوله تأويلها الخاص ، فالحداثة ليست ، في الأساس ، مواجهة للنص الأول ، وإنما هي مواجهة للنص الثاني . إنها ترفض أن يُحصر النص الأول ، في تأويل واحد ، تخطّاه الزمن وتخطّته المشكلات التي يواجهها المجتمع العربيّ - الإسلامي . وهي ترى ، تبعاً لذلك ، أن هذا التأويل السائد قيّد الحقيقة مخضعاً إياها لفهم أصحابه ، وهو في هذا يقيّد النص القرآني ذاته . هكذا ، بدلاً من أن يبقى النص القرآني ، كما هو بدئياً ، نصاً مفتوحاً على الواقع والعالم والإنسان ، تحول إلى نص لامدخل إليه ولا معيا لما يحتويه إلا ذلك التأويل السائد . لقد أصبح النص القرآني نفسه مغلقاً وتابعاً هو نفسه لهذا التأويل . الحقيقة في هذا النص ، لكن هذا التأويل هو ، وحده ، الذي يعرفها ، ويدل عليها . إن في هذا ، أخيراً ، ما يناقض النص القرآني ذاته - بوصفه كلاماً إلهياً ،وبوصف الكلام الإلهي مما وراء الطبيعة والإنسان ، أي بوصفه نصاً مفتوحاً بلا نهاية .”
“لا شك أن العقل الايدلوجي بما هو نسق ونظام ، وبما هو ميل للتبرير والنصرة ، وبما هو ميل إلى حصر المعنى وتوحيد الدلالة ، هو وسيلة لجمع الكلمة وتوحيد الجماعة وتثبيت الهوية ، كما هو اداة لوحدة السلطة وقيام الدولة . ولا مجتمع في النهاية من دون وحدة أو هوية . كما لا مجتمع من دون سلطة . ومن هنا تكتست الأدلوجة أهميتها في حياة الجماعات”
“وأما اختلاف التأويلات وتباين المقالات ، فإنه دليل على غنى الثقافة وتنوعها . فالوحي أرحب من أن تضبط دلالته والحق يتسع لكل الطرق”
“أن الوعي بالذات يمر بالضرورة عبر الغير، وان الآخر حاضر في الذات بقدر ماهو غائب”