“الآن بتُّ مفتقدًا البحيرة الآمنة. الآن أعرف معنى الأمان. الآن فهمت غباء فكرتي عن ارتباط الأمان بالملل.”
“ماذا الآن؟ لقد حلَّت الذكريات.”
“أعتقد أنك ستفهمين، وستفهمين أني فهمت، ولعلّك أيضًا، ستبتسمين.”
“أنتظر شيئًا لا أعرف ما هو. أعرف أنه آتٍ، وأنتظر!”
“كنتُ أمام جثّة غير ميتة، تحمل قصّة أعرف بعضها. كنتُ أمام جثّة قد لا تموت. عندي لن تموت.”
“أعرف مثلاً أنني -يوماً ما- سأقضي حياتي متنقلاً بين شقة وأخرى في المناطق التي لم أعش فيها يوماً في هذا البلد وتبدو لي غريبة. برج حمود مثلاً. المجتمع الأرمني يجذبني. ربما لأنني لا أعرف عنه كثيراً. يجنح بي الخيال لأرى نفسي في حضرة عجوز أرمنية في كرسي هزاز فيما أنا تحت قدميها، أجلس القرفصاء وأستمع لحكاياتها التي لا تنتهي عن بطل أرمني ما ذبحه الأتراك.وستخبرني العجوز الأرمنية عن الرمّان وهي تقدم لي بعض حبوبه. تقول لي أن كوز الرمان يحوي 365 حبة. تقول لي أن الرمان أنقذ العائلات الأرمنية من الموت المحتم في زمن الأتراك. في الكهوف جلسوا. كلٌّ بيده رمانة. حبة واحدة كل يوم. حبة تبعد الموت لعام كامل. هل هذا صحيح؟ الأرجح لا. لكنّ قصة الرمانة تبقى، شأنها شأن كل القصص، شأنها كل المشاهد التي رأيتها والتي لستُ حتى واثقاً من حدوثها فعلياً.”
“نبحث عن الحقيقة وسط هذا الكذب / ونجد الإجابات عندما نتعلم فن الموت / إنه عالم رائع في كماله”