“الناس لا يكلفون انفسهم عناءاً كبيراً في تصوير الحياة وتخيلها، وهم يبدون استعداداً مدهشاً لتصديق ما لا يجوز تصديقه، وتصور مالا ينبغي تصوره، وكأنما آلو على أنفسهم ألا يبذلوا جهداً، وألا يحملوا أنفسهم مشقة أو عناء، والكثرة العظمى من الناس في جهل مطبق بحقائق الحياة، ومع ذلك فهم راضون عن أنفسهم مدافعون عن جهالاتهم وأوهامهم، وإن بعضهم ليتحمس للحياة ويضحي بنفسه في سبيلها، وآية ذلك إن جهالة الجاهل جزء من شخصيته، فهو يجد في الدفاع عنها دفاعاً عن نفسه وعن حياته.”