“لقد وُجِدَ الحبّ لنتحدّى به العالم لا لنتحدّى به من نحبّ، و وُجِدَ ليبني و يجمّل و يسند، لا ليهدّ و يبشّع و يدمّر.”
“الحبّ أصلًا أذًى. لأنّك لا تتناولينه بجرعات محدودة. تكثرين من الحبيب و تدمنينه فتتأذّي به و تؤذيه لفرط حاجتك الدائمة و المتزايدة إليه. ثم تتمرّدين عليه.. و تهجرينه فتمرضين به و تتسبّبين في مرضه. و في هذه الحالة فقط أغفر. عندما من يؤذيك حبًّا يفوقك عذابًا بك.”
“نخفي اسم من نحبّ بحذر من يتستّر على اسم فدائي، أو مطلوب للعدالة. ذلك أن الحبّ العربيّ سيظلّ بالنسبة للكثيرين مجازفة بالحياة و بالمستقبل و بالشرف، و ضرب من العمليات الانتحارية..”
“هل أجمل من ثوب لا يُشترى، بل يُهدى.وحده الله يكسو به من اصطفى من عباده فيستر به عيوبهم و يطهّر قلوبهم. و يمنحهم ذلك البهاء الاستثنائيّ. بهاء التقوى...”
“لكن الحبّ لا يكتفي و لا يشبع إنّه التهام و افتراس للآخر. كلا العاشقين يرى أنّ ما أعطاه أقلّ مما أعطي. و أنّه لم يفترس حبيبه تمامًا و كليًّا ثمّة شيء منه نجا من بين فكيه، و على هذا القليل يختصمان.. و يفترقان!!!”
“أليست كارثة، لو أن ضمير الإنسان المعاصر أصبح حقا يستيقظ عندما يرى جثة كلب يذكره بكلبه، و لا يبدو مهتما بجثة إنسان آخر لا يرى شبها به، و لا قرابة معه، لأنه من عالم يراه مختلفا..و متخلفا عن عالمه. عالم جثث تتقاتل”
“صحيح..لقد خلقوا لنا أهداف صغيرة لا علاقة لها بقضايا العصر. و انتصارات فردية وهمية، قد تكون بالنسبة للبعض الحصول عل شقة صغيرة بعد سنوات من الانتظار.. أو حتى دواليبها فقط! و لا أحد عنده متسع من الوقت و الأعصاب ليذهب أكثر من هذا، و يطالب باكثر من هذا..”