“إن الحياة تدور فى دوائر مغلقة،والذين يحيون فى دائرة بعينها، تحت آلام وخيبات بعينها، وحدهم يفهمون بعضهم بعضا، نظراً لطبيعة الدعم المتبادل بينهم، وهذا الدعم بين المتألمين الخائبين، يتراوح بشدة بين السادية المطلقة إلى المازوخية المطلقة،وصولاً للصمت المطلق من قِبَل طرف متألم أمام طرف خائب، إذ يجتمع أحياناً للطرف الواحد الألم والخيبة، وأحياناً أخرى يقتصر الطرف الواحد على الألم وحده، أو الخيبة وحدها، وفى هذا التّماس بين الدوائر، قد يحدث، وان كان نادراً، أن يأخذ الطرف المتألم حمولة الخيبة من الطرف الخائب، الذى يأخذ بدوره حمولة الألم من الطرف المتألم.”

مصطفى ذكرى

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى ذكرى: “إن الحياة تدور فى دوائر مغلقة،والذين يحيون فى دا… - Image 1

Similar quotes

“تعجز الذهنية المتخلفة عن تقدير دور كل من طرفى التناقض ، تعجز عن التفريق بين الأساسى والثانوى ، بين المحورى والحدودى ، بين القاعدى والعابر ، تساوى كل هذه الأمور فى الأهمية ، وتساوى بين وزن هذه الظواهر جميعاً . بينما يعلمنا المنهج الجدلى أن هناك دائماً طرفاً أساسياً وطرفاً ثانوياً فى التفاعل كما يعلمنا أن العلاقة لا تظل ثابتة على الدوام فى صيغة واحدة ، بل هى متحولة . فالطرف الذى كان أساسياً فى التفاعل قد يصبح ثانوياً فى مرحلة تالية ، بينما يحتل الطرف الثانوى دوراً أساسياً .”


“إن من أبرز أساليب الإعداد للحرب الأهلية إقناع كل طرف أن الطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى، خطر على الوطن أو الدين أو المجتمع.”


“إن لحظة فائقة فى الحياة, فائقة فى نشوتها, فى تحررها من الزمن مازالت مؤجلة فى المستقبل ودوما مرهونة بأن وقتها لم يحن بعد. أراها تراقبنى وأنا أتدرب عليها. هذة المراقبة تفسد تدريبى, وتمتص حاضرى. فإذا كانت اللحظة الفائقة لم تحدد لى تدريبا بعينه, ولم تعدنى بشئ سوى صمتها, وهو لى أكثر من كاف ألا تكون الحياة كلها تدريبا على اللحظة الفائقة. هكذا قد ينتفى معنى التدريب وتنتفى معه القدرات المكتسبة. إنها لحظة ظالمة, لكنه ظلم عادل. أحيانا يخيل لى أن هناك من ليس له الحق فى أن يموت لأنه لم يتدرب جيدا, لكن الظلم العادل هو ضابط نغمة الأبدية.”


“الحب من طرف واحد يشبه أن تطلب وجبة لفردين، ويأكلها الطرف الاخر ،وأنت جائع.”


“ليس هناك فكاك من هذا التصور . انا فى وسط جزيرة. كما ان هناك اخرين فى جزر مشابهة. لا أحد يعرف السباحة أو يحبها أو يحلم بتعلمها. والحال أن كل واحد منا يقبع فى وسط جزيرته يفكر فى الاخر.يفكر أن الاخر يعرف السباحة ويحبها ويتمرن عليها يوميا فى الأزرق الكبير. ولهذا ينتظر كل واحد منا ضيفا من جزيرة مجاورة. أنتظار تلك الزيارة يبتلع المستقبل كله. ومع الوقت ينسى الضيف. ويبقى الأنتظار بكل سكونه مفتوحا على المستقبل. ولو زار أحدكم جزرنا لخدع وهو يقول .لا أحد فى تلك الجزر الموحشة. لا أثر لحياة هنا. لكن قبل أن تقول ذلك. دع الصمت يأخذك الى جذع شجرة سميك. اننى أوصلك بها”


“إن اختناق الناس لوجود الرجل المعلق على الخازوق هو تشبث بالكرامة الإنسانية, فمشهد الألم المستمر إذلال إنساني, أما الموت فهو راحة له, ومن ثم لهم. الموت إذا يساعدهم على اصطفاء بطلهم. وهو الذي يساويهم بالبطل فالناس كلهم متساوون أمام الموت ومعرضون له بالمقدار ذاته, ولكن الألم والتوجع يظهران ضعف الإنسان من جهة, ويمنحان الخصم فرصة للتشفي وللتمتع بانتصاره وتفوقه من جهة أخرى. إن تعذيب الضحية فصل أخير وحقير من فصول المواجهة بين الخصمين حيث يتحكم الطرف الأقوى بالوضع. ويستعرض أمام الآخرين, الذين قد يكونون أعداء أو أصدقاء أو رعية محايدة, ما يستطيع أن يفعله حين يتحكم:"لا تظنوا أنه يمكن أن يأخذني بأحد شفقة".”