“إن اختناق الناس لوجود الرجل المعلق على الخازوق هو تشبث بالكرامة الإنسانية, فمشهد الألم المستمر إذلال إنساني, أما الموت فهو راحة له, ومن ثم لهم. الموت إذا يساعدهم على اصطفاء بطلهم. وهو الذي يساويهم بالبطل فالناس كلهم متساوون أمام الموت ومعرضون له بالمقدار ذاته, ولكن الألم والتوجع يظهران ضعف الإنسان من جهة, ويمنحان الخصم فرصة للتشفي وللتمتع بانتصاره وتفوقه من جهة أخرى. إن تعذيب الضحية فصل أخير وحقير من فصول المواجهة بين الخصمين حيث يتحكم الطرف الأقوى بالوضع. ويستعرض أمام الآخرين, الذين قد يكونون أعداء أو أصدقاء أو رعية محايدة, ما يستطيع أن يفعله حين يتحكم:"لا تظنوا أنه يمكن أن يأخذني بأحد شفقة".”