“ولا يؤتى الرحمة إلا كل شجاع كريم نبيل ..ولا يشتغل بالانتقام والتنكيل إلا أهل الصغار والخسة والوضاعة ..والرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض .. تعرفهم بسيماهم وسمتهم ووضاءتهم ..وعلامة الرحيم هي الهدوء والسكينة والسماحة، ورحابة الصدر، والحلم والوداعة والصبر والتريث، ومراجعة النفس قبل الاندفاع في ردود الأفعال، و عدم التهالك على الحظوظ العاجلة والمنافع الشخصية، والتنزه عن الغلو ضبط الشهوة، وطول التفكير وحب الصمت والائتناس بالخلوة وعدم الوحشة من التوحد، لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه، ولأنه في حوار دائم مع الحق، وفي بسطة دائمة مع الخلق ..والرحماء قليلون، وهم أركان الدنيا وأوتادها التي يحفظ بها الله الأرض ومن عليها ..ولا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب، ويتفشى الغلّ، وتسود المادية الغليظة، وتنفرد الشهوات بمصير الناس، فينهار بنيان الأرض وتتهدم هياكلها من القواعد ..اللهم إني أسألك رحمة .. اللهم إني أسألك مودة تدوم ..اللهم إني أسألك سكنا عطوفا وقلبا طيبا .. اللهم لا رحمة إلا بك ومنك وإليك.”
“اللهم إني أسألك رحمة ..اللهم إني أسألك مودة تدوم ..اللهم إن أسألك سكناً عطوفاً وقلباً طيّباً ..اللهم لا رحمة إلا بك، ومنك، وإليك.”
“ومن دلائل عظمة القرآن و إعجازهأنه حينما ذكر الزواج، لم يذكر الحبو إنما ذكر المودة و الرحمة و السكن...سكن النفوس بعضها إلى بعضو راحة النفوس بعضها إلى بعض(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ))( الروم – 21 )إنها الرحمة و المودة..مفتاح البيوتو الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة..و الحب لا يشتمل على الرحمة،بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدواناو الرحمة أعمق من الحبو أصفى و أطهر.و الرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة،ففيها الحب، و فيها التضحية،و فيها إنكار الذات،و فيها التسامح، و فيها العطف،و فيها العفو، و فيها الكرم.و كلنا قادرون على الحببحكم الجبلة البشرية.و قليل منا همالقادرون على الرحمةو بين ألف حبيبة هناكواحدة يمكن أن ترحم،و الباقي طالبات هوى و نشوة و لذة.اللهم إني أسألك رحمة..اللهم إني أسألك مودة تدوم..اللهم إني أسألك سكنا عطوفا و قلبا طيبا..اللهم لا رحمة إلا بك و منك و إليك”
“في أقصى حالات يأسنا نسمع بداخلنا أحداً يصيح: "لست يائساً. إني أكافح. أقبع فوق رأسك. أطل من جسدك. أنبثق من الأرض، لا تسعني العقول ولا الأسماء ولا الأفعال”
“ولا بد لصاحب العقيدة أن يتعامل مع هذا الوجود الكبير؛ ولا يحصر نفسه ونظره وتصوره واهتمامه ومشاعره في عالم الأرض الضيق الصغير.. لا بد له من هذا ليؤدي دوره اللائق بصاحب العقيدة. هذا الدور الشاق الذي يصطدم بحقارات الناس وأطماعهم، كما يصطدم بضلال القلوب والتواء النفوس. ويعاني من مقاومة الباطل وتشبثه بموضعه من الأرض ما لا يصبر عليه إلا من يتعامل مع وجود أكبر من هذه الحياة، وأوسع من هذه الأرض، وأبقى من ذلك الفناء.. إن مقاييس هذه الأرض وموازينها لا تمثل الحقيقة التي ينبغي أن تستقر في ضمير صاحب العقيدة. وما تبلغ من تمثيل تلك الحقيقة إلا بقدر ما يبلغ حجم الأرض بالقياس إلى حجم الكون؛ وما يبلغ عمر الأرض بالقياس إلى الأزل والأبد. والفارق هائل هائل لا تبلغ مقاييس الأرض كلها أن تحدده ولا حتى أن تشير إليه ! ومن ثم يبقى صاحب العقيدة في أفق الحقيقة الكبيرة مستعليا على واقع الأرض الصغير. مهما تضخم هذا الواقع وامتد واستطال. يبقى يتعامل مع تلك الحقيقة الكبيرة الطليقة من قيود هذا الواقع الصغير. ويتعامل مع الوجود الكبير الذي يتمثله في الأزل والأبد. وفي ملك الآخرة الواسع العريض. وفي القيم الإيمانية الثابتة التي لا تهتز لخلل يقع في موازين الحياة الدنيا الصغيرة الخادعة.. وتلك وظيفة الإيمان في حياة أصحاب العقائد المختارين لتعديل قيم الحياة وموازينها، لا للتعامل بها والخضوع لمقتضياتها...”
“ المعصية تورث الذل ولا بد, فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى.قال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا}أي : فليطلبها بطاعة الله, فإنه لا يجدها إلا في طاعته. وكان دعاء بعض السلف اللهم أعزني بطاعتك, ولا تذلني بمعصيتك ”