“إن أول خطوة في طريق بناء الذات ، هي أن نقوم دائماً بتقوية هذا الهاجس، أو الخوف الداخلي في ذواتنا من أن نسقط فريسة الاغتراب عن الذات وأعظم مصائب الاغتراب عن الذات عند مفكر ما هو التقليد، والتقليد يعني أن يسجن المرء نفسه في أطر حددت في غيبة منه وهذه الأطر يمكن أن تكون : 1.تقليدية : أي فرضت عليك قبل أن يوجد. وأولئك الذين وضعوا هذه التقاليد كانوا مبتكرين، لكنك تقبلها وأنت غريب عن ذاتك.2. حينما يسيطر عليك إحساس كاذب أنك قد تخلصت من السنن القديمة الموروثة. ومن الممكن ألا تكون قد اكتسبت هذا الخلاص بنفسك، بل يمكن أن تكون جاذبية التقليد لبعض الصيغ المسيطرة على العصر، أو القوى ذات الوزن الأعظم، أو القدرات الجبارة التي ركزت سيطرتها على العصر قد نقلتك من سجن التقاليد إلى سجنها هي وأنت تحس أن تغير السجن هو الخلاص، في حين أنك انتقلت من نوع من الاغتراب إلى نوع آخر.”
“إنه لمن سوء الحظ ، ألا نُدرك ما يُراد بنا ، فَنُصرَف عما ينبغي أن نفكر فيه كأفراد ومجتمعات ، فيصيب غيرنا الهدف ، ونحن لا نشعر ! ومن أجل هذا قلت ، إنك إذا لم تكن حاضر الذهن في " الموقف " فكن أينما أردت .والمهم أنك لم تحضر الموقف ، فكن أينما شئت ، واقفا للصلاة أو جالسا للخمرة ، فكلاهما واحد .إن المستعمرين قد لا يدعونك دائما إلى ما تشاء منه ، حتى لا يثيروا انتباهك ، فتفر منهم إلى المكان الذي ينبغي أن تصير إليه ! بل هم يختارون دعوتك حسب حاجتهم ؛ فيدعونك أحيانا إلى ما تعتقده أمرا طيبا من أجل القضاء على حق كبير ، حق انسان أو مجتمع ، وقد تُدعى لتنشغل في حق آخر ، فيقضون هم على حق محق آخر .عندما يشب حريق في بيت ، ويدعوك أحد للصلاة ، والتضرع إلى الله ، ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن ، لأن الإهتمام بغير اطفاء الحريق ، والإنصراف عنه إلى عمل آخر ، هو الأستحمار ، وإن كان عملا مقدسا ، وقوفا في الصلاة ، أو انشغالا بمطالعة أحسن الكتب العلمية والأدبية ، أو مناجاة مع الله ؛ وأي شئ تنشغل به في هذا المجال ، يفيد أن المسبب قد استعمرك . وإن أي جيل ينصرف عن التفكير في " الدراية الإنسانية " كعقيدة واتجاه فكري ، ومسير حياتي ، وتحرك مداوم إلى أي شئ حتى ولو كان مقدسا ، هو استحمار . وقد لا يدعوك الإستحمار إلى القبائح والإنحرافات أحيانا ، بل بالعكس ، قد يدعوك إلى المحاسن ، ليصرفك عن الحقيقة التي يشعر هو بخطرها ، كيلا تفكر أنت بها ، فتنبهك الناس وهنا يغفل الإنسان ، ويتجه نحو جمال العمل ، ولطافته غافلا عن الشئ الذي ينبغي أن يَعِيه ، وهذا هو الإستحمار من طريق غير مباشر .”
“أن تكون لك ذاكرة لا ينمحي منها شيء ، هذا النوع من الذاكرة يشبه أن تكون معاقا ، قد تنسى أحيانا أنك عشت حياتك أقل من الآخرين لكنك أبدا لا تستطيع نسيان آخر نظرة رماها أحدهم على يديك أو على رجليك ، وتشعر أنك تتألم من هذه النظرة في لحظة أكثر من ألم إعاقتك في حياتك كلها”
“من اللحظة التي طُرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب الى المآساة ، فهو لا يستطيع أن يكون بريئًا كالحيوان أو الملاك ، إنما كان عليه في أن يختار في أن يكون خيّرًا أو شريرًا ، ، باختصار أن يكون إنسانًا ، هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة ، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون .”
“إن ثلاثة من كبار الفلاسفة المحدثين بحثوا في العبقرية ووصلوا فيها إلى نتيجة تكاد تكون متشابهة - وهي أن العبقرية خروج عن الذات وانغماس في عالم أسمى وأوسع”
“إن قضية الخلق هي في الحقيقة قضية الحرية الإنسانية فإذا قبلنا فكرة أن الإنسان لا حريّة له، وأن جميع أفعاله محددة سابقًا ـ إما بقوى برانية أو جوانية ـ ففي هذه الحالة لا تكون الألوهية ضرورية لتفسير الكون وفهمه، ولكن إذا سلمنا بحريَّة الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله، فإننا بذلك نعترف بوجود الله إمّا ضمنًا وإما صراحةً، فالله وحده القادر على أن يخلق مخلوقًا حرًا فالحرية لا يمكن أن توجد إلا بفعل الخلق، الحرية ليست نتيجةُ ولا إنتاجًا للتطور ... قد يتمكن الإنسان عاجلاً أو آجلاً ..في تشييد صورة مقلدة من نفسه، هذا الشيء/المسخ لن تكون له حريَّة، إنه سيكون قادرًا على أن يعمل فقط ما تمت برمجته عليه. وهنا تتجلى عظمة الخلق الإلهي الذي لايمكن تكراره أو مقارنته بأي شيءٍ حدث من قبل أو سيحدث من بعد في هذا الكون.”
“إن روح الله تملأ المكان ولا تستطيع أن تحبس دموعكإنه بيت الله الحرام، وأنت تحس به سبحانه أقرب إليك من حبل الوريد..تحت جلدك وفي قلبك وفي ذهنك..يملأ عليك حواسكفتراه سبحانه على كل سطح جماد وفي كل حبة رمل .. في الوادي في الصحراء، لا أحد سواهإنه هو وحده الموجود وكل شئ دونه غثاء.. فقاعاتإنه هو وحده الحق وكل ما عداه باطل”