“و في سبيل الملك و الحكم لا يتحرج الطغاة من ارتكاب أشد الجرائم وحشية و أشنعها بربرية و أبعدها عن كل معاني الإنسانية و عن الخلق و الشرف و الضمير.”

سيد قطب

Explore This Quote Further

Quote by سيد قطب: “و في سبيل الملك و الحكم لا يتحرج الطغاة من ارتكا… - Image 1

Similar quotes

“ثم التهديد الغليظ بالعذاب الغليظ الذي يعتمد عليه الطغاة؛ و يسلطونه على الجسوم و الأبدان حين يعجزون عن قهر القلوب و الأرواح: (فلأقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف، و لأصلبنكم في جذوع النخل).ثم الاستعلاء بالقوة الغاشمة. قوة الوحوش في الغابة. القوة التي تمزق الأحشاء و الأوصال، و لا تفرق بين إنسان يقرع بالحجة و حيوان يقرع بالناب: (و لتعلمن أينا أشد عذاباً و أبقى)!”


“و الخطيئة المنكرة التي عرف بها قوم لوط ( و قد كانوا يسكنون عدة قرى في وادي الأردن) هش الشذوذ الجنسي بإتيان الذكور، و ترك النساء. و هو انحراف في الفطرة شنيع. فقد برأ الله الذكر و الأنثى؛ و فطر كلاً منهما على الميل إلى صاحبه لتحقيق حكمته و مشيئته في امتداد الحياة عن طريق النسل، الذي يتم باجتماع الذكر و الأنثى. فكان هذا الميل طرفاً من الناموس الكوني العام، الذي يجعل كل من في الكون و كل ما في الكون في حالة تناسق و تعاون على إنفاذ المشيئة المدبرة لهذا الوجود. فأما إتيان الذكور الذكور فلا يرمي إلى هدف، و لا يحقق غاية، و لا يتمشى مع فطرة هذا الكون و قانونه. و عجيب أن يجد فيه أحد لذة. و اللذة التي يجدها الذكر و الأنثى في التقائهما إن هي إلا وسيلة الفطرة لتحقيق المشيئة. فالانحراف عن ناموس الكون واضح في فعل قوم لوط. و من ثم لم يكن بد أن يرجعوا عن هذا الانحراف أو أن يهلكوا، لخروجهم من ركب الحياة، و من موكب الفطرة، و لتعريهم من حكمة وجودهم، و هي امتداد الحياة بهم عن طريق التزاوج و التوالد.”


“فما يخدع الطغاة شئ ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، و ما الطاغية إلا فرد لا يملك فى الحقيقة قوة و لا سلطانا ، و إنما همى الجماهير الغافلة الغافلة الذلول، تمطى له ظهرها فيركب ، و تمد له أعناقها فيجر ، و تحنى له رؤوسها فيستعلى ، و تتنازل له عن حقها فى العزة و الكرامة فيطغى ، و الجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، و خائفة من جهة أخرى ، و هذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ؛ فالطاغية - و هو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف و الملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها و كرامتها و عزتها و حريتها”


“و في ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء, و لا للفلتة العارضة: ((إنا كل شيء خلقناه بقدر)).. ((و خلق كل شيء فقدره تقديرا))..و كل أمر لحكمة. و لكن حكمة الغيب العميقة قد لا تتكشف للنظرة الإنسانية القصيرة.”


“و متي فقدت النفوس الثقة في الخير و الواجب, و الأمانة و الضمير, فقد فسد كل شئ , و سري القلق و الهواجس , و عم الإهمال و الاستهتار و قد انتهينا إلي هذا , و انتهينا إلي ما هو أدهي : انتهينا إلي الشك المطلق في صلاحية الإدارة المصرية و إلي الترحم علي أيام الاحتلال , و هذه كارثة, فليس أخطر من أن يكفر المواطن بوطنه و بشعبه و بنفسه.إن الجريمة التي ارتكبتها سياسة استثناء هي الجريمة. جريمة تزعزع ثقة المواطنين في الحكم الوطني. جريمة انهيار الشعور الداخلي بقيمة الاستقلال, و بضرورة الاستقلال!”


“و هكذا يفهم الطغاة أن دعوى أصحاب العقائد إنما تخفي وراءها هدفاً من أهداف هذه الأرض؛ و أنها ليست سوى ستار للملك و الحكم.. ثم هم يرون مع أصحاب الدعوات آيات، إما خارقة كآيات موسى، و إما مؤثرة في الناس تأخذ طريقها إلى قلوبهم و إن لم تكن من الخوارق. فإذا الطغاة يقابلونها بما يماثلها ظاهرياً.. سحر نأتي بسحر مثله! كلام نأتي بكلام من نوعه! صلاح نتظاهر بالصلاح! عمل طيب نرائي بعمل طيب! و لا يدركون أن للعقائد رصيداً من الإيمان، و رصيداً من عون الله؛ فهي تغلب بهذا و بذاك، لا بالظواهر و الأشكال!”